السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، وبعد، بداية، نعرب عن أسفنا الكبير للتطورات الميدانية الأخيرة التي أفرزها توثر العلاقات بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا، ونتمنى أن يتم الاحتكام للحكمة والعقل والحوار البناء للخروج في أسرع وقت ممكن من هذا التوتر الذي دفع بالآلاف من الطلبة المغاربة الذين كانوا يتابعون دراساتهم الجامعية في أوكرانيا إلى العودة إلى أرض الوطن، وهي مناسبة نحيي فيها السلطات المغربية على الجهود التي قامت بها من أجل إجلاء هؤلاء الطلبة، رغم تعقيدات الوضع الميداني في أوكرانيا. واليوم، فإن هؤلاء الطلبة يتطلعون إلى إيجاد صيغة ملائمة تضمن لهم مواصلة دراساتهم داخل المغرب في التخصصات العلمية التي كانوا يدرسونها، بعد أن أجبروا قسرا على مغادرة جامعاتهم بسبب الحرب. وقد تلقى هؤلاء الطلبة قرار الحكومة المغربية تسخير الوسائل الممكنة لإعمال المواكبة النفسية للطلبة جراء الاهتزازات السوسيو-نفسية التي عانوا منها، سواء قبل أو أثناء عملية الترحيل من أوكرانيا نحو المغرب، وإحداث منصة رقمية لتمكين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من جرد قائمة الطالبات والطلبة المغاربة العائدين من هذا البلد إلى أرض الوطن، ورصد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية، ودراسة كل ملف على حدة. ونعتقد أن السبيل لمعالجة هذه الأزمة الحادة، هو فتح إمكانية التحاق هؤلاء الطلاب بالجامعات المغربية، سواء العامة أو الخاصة، والسماح لهم، بشكل استثنائي، من استكمال دراساتهم انطلاقا من المعطيات التي سيتم تجميعها عبر المنصة المعلوماتية التي تم إحداثها لهذه الغاية، لاسيما وأن بلادنا في أمس الحاجة إلى مزيد من الأطر في مختلف التخصصات العلمية التي كان هؤلاء الطلبة يتابعونها في الجامعات الأوكرانية، وهو ما نعتبره مخرجا لتنفيس هذه الأزمة، وإنقاذ هؤلاء الطلبة من الضياع. وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذونها من أجل إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية؟ وتفضلوا بقبول اسمى عبارات التقدير والاحترام.