تعتبر، السيد الوزير المحترم، مرحلة الشيخوخة مرحلة مقلقة وذات خصوصية من الناحية الصحية، إذ ترتفع فيها نسبة احتمال الإصابة بمجموعة من أمراض الشيخوخة، العضوية منها والعصبية والنفسية، وإذا كان عدد المسنين والمسنات يتراوح اليوم بين ثلاثة وأربع ملايين في بلدنا، ومرشح للارتفاع في السنوات القليلة القادمة، فقد يقارب ستة ملايين سنة 2030، فإن المشكلة القائمة تتجلى في محدودية عدد المتخصصين في طب الشيخوخة بشقيه الطبي والنفسي، إذ لا تولي وزارة الصحة الأهمية الكافية لحماية هذه الفئة من المواطنين الذين يعانون في جزء كبير منهم من ارتفاع الضغط، ارتفاع نبضات القلب، أمراض القلب والشرايين، مشاكل العظام والمفاصل، مشاكل الدماغ والأعصاب، بالإضافة إلى تزايد نسبة أمراض الخرف التي تحتاج إلى توفير عناية صحية واجتماعية استثنائية للمصابين منهم بهذا النوع من الأمراض. وتتفاقم تداعيات هذه الامراض، كلما انعدمت الشروط الاجتماعية للصحة النفسية والجسدية في اوساط المسنين الهشة والفقيرة. ولأن الدولة الاجتماعية ترعى مواطنيها وتوفر لهم العناية والحماية من غير تمييز في التمتع بالحق في الصحة، ولأنها تعترف لأصحاب هذه الفئة العمرية بالخدمات التي قدموها لوطنهم، فإننا نسائلكم السيد الوزير المحترم، عما يمكن أن تتخذوه من اجراءات، وما يتعين ان تقدموه من تحفيزات من أجل تكوين المزيد من الأطباء والأخصائيين النفسيين والتخصصات في العلاج الفيزيائي في أفق الرفع من عدد المتخصصين في طب الشيخوخة، وتوفير مختلف المصالح المتخصصة في مجال الرعاية الصحية والنفسية للمسنين، وكذا توفير الأدوية بالمجان للعاجزين عن اقتناءها، إذ كثيرا ما تتفاقم أوضاع هؤلاء لأنهم عجزوا عن الاستمرار في اقتناء الأدوية وذلك اعترافا بإنسانيتهم وتجسيدا لقيم التضامن النبيلة في مجتمعنا.