Oral Questions

يؤسفني السيد الوزير ان أحيطكم علما أن هناك مقطع فيديو وهو إشهار تجاري يتم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي تيك توك يدعو التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا لاعتماد تقنية حديثة تيسر عملية الغش بشكل آمن. والمنتج المعروض هو عبارة عن شريحة إلكترونية حسب ما يوضح الفيديو توضع في الأذن ويتم ربطها بالهاتف الذكي ومن خلالها سيتمكن التلميذ المترشح من الحصول على أجوبة الامتحان من خلال التواصل عبر هذه الشريحة الإلكترونية مع شخص متواطئ من خارج قاعة الامتحان من أجل إمداده بالأجوبة. إننا أمام تغول خطير للإمبريالية المتوحشة التي لم ترقب إلا ولا ذمة في فلذات أكبادنا وأدى بها الجشع والطمع إلى أن تنشر قيم الغش والفساد وتشجع على التزوير وخرق القانون وتضرب عرض الحائط سمعة بلدنا وتضعف من مصداقية الشواهد المغربية وذلك بوجه مكشوف حيث إن نص التعليق الذي صاحب هذا الفيديو فضلا عن أسلوبه الإغرائي، فهو يحاول أن يقنع التلاميذ بأن هذه التقنية لا غبار عليها وهي جد دقيقة وحديثة ومؤمنة ولا يمكن أبدا للأستاذ المراقب في الامتحان أن يكتشفها كل هذا والجهات الرسمية والمعنية بالإعلام كذلك في غفلة من أمرها. لقد سقطت هيبة المدرسة المغربية حيث أصبحت أثمنة هذه الهواتف المخصصة للغش في الامتحانات معروفة في سوق الغش المدرسي والذي أصبح يطال الجامعة أيضا، فثمن الشراء المتداول هو 1000 درهم وثمن الكراء هو 300 درهم وهذا يخلق حالة إحباط في صفوف التلاميذ النجباء والمستقيمين لأنهم يشعرون بعدم تكافؤ الفرص وأصبحت النتائج التي نحصل عليها تضرب في العمق عنصر الجودة والكفاءة . ناهيك عن بعض الورقات والمطابع (المكتبات) المعلومة عند التلاميذ والتي تنخرط بدورها في هذا الفعل الجرمي حيث تعد قبيل فترة الامتحانات ملخصات الدروس في جميع المواد مكتوبة بطريقة دقيقة جدا وعبارة عن شرائط صغيرة لتبيعها للتلاميذ بطريقة سرية. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذونها للدفاع عن المدرسة المغربية وعن قيم الشفافية والمنافسة الشريفة ضد هذا الفعل المشين والذي يمس ويشوه صورة التلميذ المغربي والمدرسة المغربية ويضرب في العمق مصداقية شهادة البكالوريا في المغرب.