Oral Questions

السيد الوزير المحترم، لا يخفى عليكم أن هذه الفترات من السنة التي تعاني فيها جل مناطق البلاد من البرد القارس، تعرف لجوءا كثيفا للأسر المغربية إلى استعمال غاز البوتان في التدفئة، وسخانات المياه، وكذلك الفحم الحجري، مما يؤدي إلى حالات اختناق وتسمم بأوكسيد الكربون، أو تسرب غاز البوتان، تنتج عنه من حين لآخر مآسي عدة يتردد صداها سنويا في الإعلام الوطني، وهي الحوادث التي تصل أحيانا إلى وفاة أسر بأكملها كما وقع مؤخرا بحي مولاي إسماعيل بسلا. ومع ذلك، ورغم ارتفاع عدد الحالات، لازال مستوى التكفل بهذه الحوادث دون المستوى المطلوب إن لم نقل أنه منعدم في جل جهات المملكة، حيث أنها تتطلب تدخلا طبيا من نوع خاص يستدعي علاجا بالأوكسجين المضغوط Caisson hyperbare داخل غرف خاصة، إلا أن هذه التقنية المهمة تفتقد إليها كل المراكز الاستشفائية على صعيد المملكة، مما يعد تقصيرا وثغرة كبرى في جدار أمننا الصحي،بل ويتفاقم هذا التقصير إذا علمنا أن هذا النوع من العلاج مهم أيضا في إسعاف بعض حوادث الغطس وكذلك مضاعفات الغرغرينا، مما يجعله يساهم في التقليل من عمليات البتر، وبالتالي الوقاية من عدة حالات للإعاقة. السيد الوزير، أنه لم من غير المعقول، أن لا تكون لدينا نظرة شمولية لطب الطوارئ بكل احتمالاته، خصوصا بعد التجربة التي مررنا بها مع جائحة كورونا، والتي تحتم علينا استخلاص الدروس والتصرف بشكل استباقي. لذلك نسائلكم السيد الوزير، هل لوزارتكم خطة محكمة لتزويد المستشفيات الجهوية في مرحلة أولى بغرف الأوكسجين المضغوط، ثم تعميمها في مرحلة ثانية على كل المستشفيات الإقليمية لتوفير هذا النوع من العلاج لمن يحتاجه، وفي الوقت المناسب؟ أيضا عن الجدول الزمني الذي تقترحونه لأجل الإسراع بتوفير هذا العلاج، وإعداد المختصين في هذا المجال ؟، حتى يتسنى لنا تحقيق ما نطمح إليه من عدالة اجتماعية ومجالية بخصوص هذا الصنف من الاستشفاء على الصعيد الوطني.