Oral Questions

"السيد رئيس الحكومة المحترم؛ شكَّل قطاع الصحة ببلادنا محط اهتمام متزايد منذ عقدين من الزمن، بحكم بُعده الاستراتيجي من جهة، ونظراً لكونه يندرج في صلب المسألة الاجتماعية وبمستلزمات الاهتمام بالإنسان من جهة ثانية. ذلك أن مدى ولوج عموم المواطنات والمواطنين إلى الخدمات الصحية الجيدة له انعكاس قوي على مؤشرات التنمية البشرية. إنَّ المسار المتعلق بتطوير منظومتنا الصحية يتواصل ويتعزز اليوم في كَنَفِ الورش الملكي التاريخي والثوري المتعلق بالحماية الاجتماعية، والذي من مكوناته الأساسية تعميمُ التغطية الصحية. وإذ نستحضر، هنا باعتزاز، مساهمتنا كحزب، في مرحلةٍ معينة من المجهود الإصلاحي لقطاع الصحة، فإننا، اليوم، أمام تحديات كبيرة ترتبط بالتفعيل الأمثل للإطار الاستراتيجي المتفق عليه، وبدعم قدرات المنظومة الصحية الوطنية لجعلها تستجيبُ لانتظارات وتطلعات المغاربة، فنحن أمام رهانات النهوض بالمستشفى العمومي، وتحسين حكامة المنظومة الصحية واستدامة تمويلها، وتعزيز المساواة والعدالة في الولوج إلى الصحة، اجتماعيا ومجاليًّا. ونعتقد أن الاستثمار العمومي في قطاع الصحة هو استثمارٌ منتِج، ولذلك فالحكامة المالية في هذا القطاع هي المدخل الأول لتذليل الصعوبات الأخرى، ومنها أساسا ما يتعلق بالموارد البشرية، وما يتصل بتوسيع الخريطة الصحية لتعميم الخدمات الاستشفائية لعموم التراب الوطني، وتعزيز قدرات البنية التحتية الصحية وتجويدها، من خلال توفير الإمكانيات والتجهيزات الطبية وشبه الطبية، فضلاً عما يتعين بذله من جهد لتيسير الولوج إلى الدواء، وما يرتبط بذلك على مستوى السيادة الوطنية الدوائية. وعليه، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، عن التوجهات العامة للاستراتيجية الصحية الجديدة، والخطط العملية التي اعتمدتموها من أجل التغلب على التحديات المالية والبشرية والتقنية التي تواجهها، وتَحُولُ دون السير قُدُمًا في تحقيق أهدافها؟ وتقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام".