Oral Questions

تحية تقدير واحترام، وبعد؛ طبقا لمقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور، وتطبيقا لمقتضيات المواد 278 إلى 283 من النظام الداخلي لمجلس النواب، نتوجه إليكم بالسؤال الشفوي الآتي، المتعلق بالسياسة العامة حول: "تحديات السياسة المائية ببلادنا" بدايةً، نتضرع إلى الله تعالى أن ينعم على بلادنا بالغيث النافع. السيد رئيس الحكومة المحترم؛ تعيشُ بلادُنا، للأسف الشديد، على إيقاع جفافٍ حاد جدا، لم يعد موسميا، بقدر ما صار بنيوياًّ، بسبب آثار التغيرات المناخية. وهو ما يتطلب تغييراتٍ عميقة في سياستنا المائية الوطنية. نعم، لا يمكن لأيِّ مغربية ومغربي سوى أن يفتخر بالمنجزات التي حققتها بلادُنا في سياستها المائية، منذ عقود، بما جعلنا نجتاز فتراتِ جفاف حاد خلال سنوات ماضية. ولا سيما من خلال السدود الكبرى وتعبئة المياه السطحية. لكن، في نفس الوقت، هذه السياسة الوطنية المائية استنفذت، اليوم، ذاتها. وتحتاج إلى مقارباتٍ جديدة، على الحكومة تسريع بلورتها وتنفيذها. وكما أكد على ذلك جلالةُ الملك محمد السادس حفظه الله في خطابه السامي بمناسبة افتتاح هذه السنة التشريعية، فإنّه يتعين اعتماد اختيارات مستدامة ومتكاملة، والتحلي بروح التضامن والفعالية، مع التركيز على:  استثمار التكنولوجيات الحديثة في اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة؛  ترشيد استغلال المياه الجوفية، من خلال التصدي لظاهرة الضخ غير القانوني، والآبار العشوائية؛  التأكيد على أن سياسة الماء هي شأنٌ مشترك وليس شأناً قطاعيا. مع ما يقتضيه ذلك من تحيين للاستراتيجيات القطاعية؛  ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للتكلفة الحقيقية للموارد المائية، مع ما يتطلبه ذلك من شفافية وتوعية. بناءً على ذلك، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، بغض النظر عن حجم التساقطات خلال هذا الموسم والمواسم المقبلة، حول المخططات والمشاريع والمقاربات الجديدة والمبتكرة التي ستعتمدونها، وحول أدوات التمويل التي تفكرون فيها، من أجل ضمان الأمن المائي للمغاربة، بشكل مستدام، سواء بالنسبة للماء الصالح للشرب أو بالنسبة لمياه السقي الفلاحي؟ وتفضلوا، السيد رئيس الحكومة، بقبول فائق التقدير والاحترام.