لقد سبق لنا وأن راسلناكم مرات ومرات بخصوص الوضع الصحي المقلق بإقليم شيشاوة، وبالضبط بجماعة امين أدونيت، كما سبق لنا وأن تقدمنا بعدة أسئلة شفوية وكتابية استعرضنا فيها مجمل المشاكل الصحية التي تعيشها ساكنة المناطق الجبلية عامة، وأخص بالذكر جماعة اميل أدونيت وجماعة أداسيل، بسبب غياب مركز صحي يستجيب لمطالب الساكنة في هذا المجال، وكذا طالبناكم عدة مرات بضرورة إنشاء دار للولادة لبعد المنطقة عن المستشفى الإقليمي وتوفير سيارة للإسعاف وضمان تواجد الطبيبة بشكل مداوم حفاظا على صحة وسلامة النساء الحوامل، إلا أنه وللأسف كل مطالبنا التي هي مطالب الساكنة المحلية بالدرجة الأولى، لم تلقى آذانا صاغية من طرفكم، وكلها باءت بالفشل، وتدل بشكل كبير على مدى استهتار الحكومة بمصالح المواطنات والمواطنين بالمناطق القروية والجبلية على وجه الخصوص، مما جعل الأمور تزداد تدهورا وتتسبب في المزيد من الوفيات. وها نحن نراسلكم اليوم مرة أخرى، بعد ما استفاقت ساكنة دوار تاركة بجماعة امين الدونيت ، قبل أيام قليلة على وقع فاجعة وفاة سيدة حامل وجنينها، نتيجة الإهمال الذي تعرضوا له، وكذا غياب دار الولادة التي طالبناكم في كل مناسبة بالعمل على توفيرها للحد من وفيات الأمهات الحوامل، ناهيك عن غياب سيارة الإسعاف والطبيب المداوم المشرف على حالات هؤلاء الأمهات اللواتي يتعرضن للتهميش والإقصاء والحكرة، لا لشيء سوى لأنهم ينحدرون من مناطق قروية وجبلية بامتياز، الأمر الذي يدل على غياب أي تحسن للخدمات الصحية بهذا الإقليم الذي عرف مؤخرا أكبر حالات وفيات للحوامل بسبب غياب دار الولادة التي من شأنها تقديم الإسعافات الضرورية والأولية في حينها. السيد الرئيس المحترم، إن وفاة السيدة الحامل وجنينها بالدوار المذكور، خلف استياء وغضبا عارمين لدى عموم الساكنة وفعاليات المجتمع المدني بذات الإقليم، ويحتجون بشكل كبير على ما تعرفه المنطقة من صعوبة التضاريس ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إلى المراكز الإستشفائية، إلى درجة يصعب معها وصول وسائل النقل إلى الدواوير المعزولة، والتي وللأسف غالبا ما تحمل على النعوش. وللإشارة، ولتفادي وقوع حالات وفيات للأمهات الحوامل في المستقبل بجماعة سبت مزوضة وجماعة الزاوية النحلية بإقليم شيشاوة، فإن الضرورة تقتضي التعجيل بإحداث دار الولادة، علما أننا ومنذ سنة 2011، ونحن نطالب بإحداثها حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات، خاصة وأن الإحصائيات تشير إلى أن الجماعتين السالفتي الذكر، تعرفان نسبة ساكنة مرتفعة. السيد الرئيس المحترم، من منطلق الشعارات التي تنادي بصحة الأم والطفل كأولوية وطنية استراتيجية ضمن برنامجكم الحكومي، الذي لم نلمس أي بوادر وخطوات بشأنه بإقليم شيشاوة والجماعات المجاورة له، وللحد من وفيات الأمهات الحوامل وأطفالهم، فإننا نلتمس منكم فتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات وفاة السيدة الحامل وجنينها، حيث أنه ليست المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الحالات بجماعة امين أدونيت التي لا تتوفر للأسف على دار للولادة تفي بالغرض، وكذا التدابير الإستعجالية التي ستتخذونها لوضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت متفشية بكثرة في جماعة امين أدونيت ( وفاة الأمهات الحوامل وأطفالهم) والتي يذهب ضحيتها المواطنات، وذلك بإحداث دار للولادة حكل أولي وبدون تردد.