تعيش المراكز الصحية الصغرى بمدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية والقطب الاقتصادي للمملكة، وضعية جد مزرية لا يمكن التعايش معها بأي شكل من الأشكال، هذه الوضعية الناتجة مباشرة عن ضعف الخدمات الصحية والطبية المقدمة للمواطنين على المستويات التالية: - عدم تعيين الوزارة للأطر الطبية الكفيلة بالتخفيف من الخصاص المهول الذي تعاني منه هذه المراكز الصحية، وهو ما يؤدي إلى امتعاض الساكنة في مختلف العمالات التي تحتوي على عدد كبير جدا من الساكنة وعلى رأسها عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان؛ - الغيابات المتكررة للأطر الطبية والشبه الطبية عن المراكز الصحية؛ - عدم قيام بعض الأطر الشبه الطبية (الممرضين) بالأدوار المنوطة بالأطباء؛ - عدم تمكين بعض المرضى من الأدوية الممنوحة مجانا من قبل الدولة. إن معاناة المواطنين اليومية مع الوضعية غير المقبولة لهذه المراكز الصحية التي تفتقر لأدنى شروط النظافة والتهوية، بل إلى الحدود الدنيا للمعايير الوطنية المعمول بها اتجاه المراكز الصحية في مدينة تحتوي على أكبر نسبة من مواطني المملكة، تجعلنا نتساءل حول حقيقة وجود سياسة وطنية اتجاه قطاع الصحة، وكذا عن إستراتيجية الوزارة للنهوض بوضعية المراكز الصحية بمدينة الدار البيضاء؟