كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن الحادث المؤلم الناتج عن فقدان شخص في عقده الثالث وسط الثلوج بمنطقة تنشرارامت التابعة لجماعة بويبلان بإقليم تازة، وقع منذ يوم السبت 27 أكتوبر 2018، في وقت لم تباشر فيه المصالح الأمنية البحث عن المعني بالأمر إلى غاية يوم الخميس فاتح نونبر 2018 وبوسائل تقليدية، لتغادر خلال نفس اليوم بعد فقدان الأمل في العثور عليه، وهو ما جعل الساكنة المحلية تواصل البحث لوحدها إلى أن تم العثور على جثته وسط الثلوج بعد عصر يوم السبت 03 نونبر 2018. وحيث أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي والهيئات المحلية من سياسية وجمعوية وحقوقية وجهوا انتقادات لاذعة إلى السلطات، بما في ذلك عناصر الدرك الملكي، لكونهم لم يحركوا ساكنا للبحث عن شخص مفقود في ظروف غير طبيعية، واقتصرت زيارتهم للمنطقة على يوم الخميس لحظة زيارة السيد عامل عمالة إقليم تازة لعائلة المفقود خلال اليوم السادس من اختفائه، بعلة أنهم هم أيضا يؤدون مهامهم. وحيث أنه حتى تلكم الزيارة القصيرة المدة التي زار فيها عناصر الدرك الملكي هذه المنطقة، بدعوى المشاركة في إنقاذ شخص مفقود، كانوا بدون معدات وبدون كلاب مدربة، وبدون مروحية، ولا أية وسائل أخرى متطورة للبحث، وهو ما خلف انتقادات واسعة لمصالح الدرك الملكي، خاصة من طرف رواد الفضاء الأزرق، حيث توالت تعليقات غاضبة تتضمن جملة مفادها لو كان الراحل حميد بعلي من جنسية أخرى لتحركت الطائرات والفرق الخاصة لتمشيط كل الجبال بحثا عنه، ولكن ذنبه الوحيد أنه ليس أجنبيا ولا إبن أحد الأعيان أو المسؤولين. وحيث أن هذه النازلة تتطلب تفعيل المبدأ الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم: ـ ما هي الأسباب التي جعلت عناصر الدرك الملكي لم تشارك في البحث عن الشخص المفقود في الثلوج بجبال بويبلان؟ ولماذا اقتصر تحركها على اليوم الذي تزامن مع زيارة السيد العامل لعائلة الراحل؟ ـ ولماذا لم تتحرك المصالح المعنية وتستعمل المعدات والوسائل التي تعتمد في مثل هذه النازلة؟ ـ وما هي الإجراءات التي ستتخذ لتحديد المسؤوليات في هذه النازلة، والآجال الزمنية المطلوبة لذلك؟