كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن محاربة التهريب من بين المهام الرئيسية لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة و لتحقيق هذه الغاية يسهر رجال الجمارك على نجاعة التدخلات متكبدين شتى أنواع المخاطر، إذ يشتغلون لساعات طويلة ودون انقطاع، وفي بعض الأحيان لأيام متتابعة. إلا أن إدارة الجمارك وفي شهر فبراير المنصرم عملت على زيادة مهمة في تعويضات المسؤولين وصلت ستين في المائة وأهملت صغار الجمركيين أي أعوان الفيالق مما رسخ الشعور بالإحباط لدى هذه الفئة، نتيجة تكريس هذه الإدارة للفوارق الاجتماعية داخل الجسم الجمركي. وحيث أن النتائج الإيجابية التي يحققها مسؤولي هذا القطاع تأتي نتاج العمل المتواصل والجدي لأعوان الفيالق، إذ لا يستطيع أي مسؤول تحقيق مردودية في عمله أو تحسينها دون مجهود هذه الفئة من رجال الجيش الأزرق. وحيث أن هذه الفئة ممنوعة من ممارسة العمل النقابي والانتماء إليه، وهو ما يجعلها خارج الحق في الاحتجاج والتعبير عن مطالبها الاجتماعية والمهنية، مما سهل مأمورية عدم الاعتناء بها من طرف كبار مسؤولي هذا القطاع. وحيث أن أعوان الفيالق هم الركيزة الأساسية لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، والاهتمام بهم أمر ضروري عبر التحفيز والتوجيه وتوفير شروط عمل تليق بهم لحفظ كرامتهم وتحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية وتحصينهم من الإغراءات، بدل اعتماد منهج الاقصاء والتهميش والترهيب والتخويف، وهو التصرف الذي خلف ارتباكا واضحا في عمل الفيالق المتنقلة وحالة إحباط في صفوف هذه الفئة التي تعاني وتكابد في صمت. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم: ـ ما هي أسباب حرمان أعوان الفيالق من الزيادة في التعويضات إسوة بالزيادة التي حظي بها مسؤولي هذا القطاع؟ ـ ولماذا تعتمد هذه الإدارة منهج الاقصاء والتهميش والترهيب والتخويف في حق هذه الفئة بدل الاهتمام بها وتحفيزها وتمكينها من ظروف عمل لائقة؟ ـ وما هي الإجراءات التي ستتخذ من طرف وزارتكم لتسوية هذه الوضعية، والآجال الزمنية المطلوبة لذلك؟