السيد غلاب يستعرض بالبرلمان الأوروبي الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب على طريق الديمقراطية
12 نونبر 2012
عقد رئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب٬ اليوم الاثنين ببروكسل٬ جلسة لتبادل وجهات النظر مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي٬ تمحورت بالخصوص حول قضية الصحراء والإصلاحات التي يقوم بها المغرب على طريق تعزيز الديمقراطية ودولة الحق والقانون.
وتطرق السيد غلاب٬ في هذا الصدد٬ إلى المصادقة ٬ عن طريق الاستفتاء في يوليوز 2011٬ على دستور جديد يرسى فصلا وتوازنا حقيقيين بين السلط وبالأخص استقلال القضاء.
وأبرز أن الدستور الجديد يوسع إلى حد كبير من اختصاصات الحكومة ويقوي صلاحيات البرلمان سواء على المستوى التشريعي أو على صعيد مراقبة العمل الحكومي.
وأضاف أنه تم٬ بعد اعتماد الدستور٬ تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها أدت إلى تناوب عبر صناديق الاقتراع بعد فوز حزب المعارضة الرئيسي (حزب العدالة والتنمية) الذي تم تعيين أمينه العام رئيسا للحكومة.
وفي ما يتعلق بحقوق الإنسان٬ أبرز السيد غلاب توسيع نطاق الحريات العامة والخاصة من خلال اعتماد عدة آليات مؤسساتية وسياسية٬ مشيرا إلى أن الإجراءات المتخذة في هذا المجال تبرز أن الخيارات المتعلقة بحماية الحريات وحقوق الإنسان وكذا تطوير مجتمع منفتح متسامح يقبل بتعدد مكوناته تعد خيارات لا رجعة فيها.
وبخصوص قضية الصحراء٬ ذكر رئيس مجلس النواب أن المغرب٬ الذي تستند سيادته على هذه الأراضي على الشرعية التاريخية والقانونية٬ يعمل بجدية لإيجاد حل لهذا النزاع الذي يهدد الاستقرار في منطقة الصحراء وفي منطقة الساحل على حد سواء.
وأكد السيد غلاب أن المغرب يعي تماما أن التسوية السريعة لهذه القضية تعتبر ذات أهمية قصوى اليوم وأكثر من أي وقت مضى٬ بالنظر للتهديدات الأمنية التي تطرحها منطقة الساحل والصحراء٬ ليس فقط بالنسبة للمنطقة بل أيضا بالنسبة لأوروبا٬ مشيرا إلى أن المغرب اقترح حلا يرضي جميع الأطراف المعنية٬ ويتمثل في مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.
كما جدد التأكيد على انخراط المملكة في التفاوض بحسن نية وواقعية وروح التوافق٬ وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة٬ من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي تقبل به الأطراف.
وتطرق السيد غلاب أيضا مع أعضاء البرلمان الأوروبي للوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب وتطوير الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي٬ مشيرا إلى أن حضوره أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي يجسد إرادة المملكة في تبادل وجهات النظر والإنصات بهدف تطوير هذه الشراكة.
وأبرز السيد غلاب٬ في تصريح صحفي عقب هذا الاجتماع٬ أن "البرلمان الأوروبي مؤسسة هامة للغاية تمر عبرها كافة الاتفاقات الموقعة بين المفوضية الأوروبية والمغرب٬ مما يبرز أهمية تعزيز الروابط مع النواب الأوروبيين وإطلاعهم على مختلف جوانب تطور السياسة المغربية٬ ولا سيما قضية الوحدة الترابية".
وتأتي زيارة السيد غلاب إلى بروكسيل بعد الاجتماعات والمباحثات التي أجراها في يونيو الماضي مع عدد من رؤساء الفرق بالبرلمان الأوروبي والتي ركزت بشكل خاص على تطوير العلاقات الثنائية من خلال المؤسستين البرلمانيتين في المغرب والاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس مجلس النواب إن هذه الزيارة تندرج في إطار سعي البرلمان المغربي لإقامة علاقات مستدامة وإرساء أسس تعاون مستدام ومهني مع المؤسسة البرلمانية للاتحاد الأوروبي.
المصدر: ومع