السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، تبدل السلطات العمومية مجهوداتها لمعالجة حالات تشرد الأطفال، وتقوم تبعا لذلك بإيداع الحالات التي يتم ايقافها في الشارع العام في مؤسسات الرعاية الاجتماعية من أجل حمايتها من كل ما من شأنه أن يخدش طفولتها، وهو أمر نشيد به. وفي المقابل، نسجل بأسف إبعاد العديد من القاصرين المرشحين للهجرة السرية في إطار حملات منتظمة نحو مناطق بعيدة ونائية، في الوقت الذي يفضل احتجازهم في مكان توقيفهم من منطلق مصلحة السلطات العمومية التي لا تكلف نفسها تكاليف تنقيلهم، وأيضا مصلحة الطفل الموقوف الذي تسهل رعايته وإصلاحه في مكان توقيفه الذي يحتمل أن يتواجد به أقاربه. ويشكل إبعاد هؤلاء الأطفال إلى مناطق بعيدة عن موطنهم سبيلا سهلا لتعرضهم للتشرد والتسول والاعتداءات الماسة بإنسانيتهم وكرامتهم واستغلالهم في أعمال الإجرام، مما يجعل منهم مجرمين محتملين في الكبر. ونعتقد أن المعالجة المناسبة لهكذا حالات، هو توجيه الموقوفين إلى مراكز تربوية تؤهلهم للاندماج في المجتمع وتضمن لهم حقوقهم في التربية والتعليم والتطبيب والإيواء كما تنص على ذلك القوانين الجاري بها العمل في المملكة، والمواثيق الدولية التي وافقت عليها بلادنا. وعليه نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستتخذونها من أجل منع إبعاد الأطفال المرشحين للهجرة السرية إلى مناطق بعيدة استحضارا لمصلحتهم الفضلى؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.