السيد الوزير المحترم، شكل برنامج «تيسير» أهم البرامج الاجتماعية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية منذ 2008، للحد من آفة الهدر المدرسي التي تستنزف الطاقات والمجهودات التي تبذلها الوزارة لأجرأة مضامين البرنامج الاستعجالي، وبناء مدرسة مغربية قادرة على رفع التحديات، وترسيخ الوعي بأهمية التمدرس. كما يسعى هذا البرنامج إلى تنفيذ استراتيجية تروم التقليص من الهدر المدرسي عبر ضمان تحويلات مالية شهرية لفائدة أسر المتمدرسين الذين يعانون وضعا اجتماعيا هشا لحث أبنائها على ملازمة المدرسة، بتوفير مستلزماتهم الدراسية التي تشكل عبئا ثقيلا على هذه الأسر التي تدفع أبناءها إلى الانقطاع عن الدراسة تحت وطأة الفقر والحاجة. لهذه الاعتبارات، فإن تجربة برنامج « تيسير» التي يقودها المجلس الأعلى للتعليم وكذا وزارة التربية الوطنية في شخص الجمعية المغربية لدعم التمدرس بتدخل شركاء آخرين، تشكل تجربة فريدة ساهمت في رفع نسبة الاحتفاظ المدرسي، وتحقيق النتائج الدراسية المتوخاة وضمان مستوى معين من عيش الأسر. واستنادا على التقرير الأخير للرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات والذي قدمه أمام البرلمان يوم 4 يوليوز 2017، حيث كشف أنه تم حرمان 860 ألف تلميذ فقير من منحة برنامج ” تيسير”، وأن المستفيدين لم يتسلموا أي دعم منذ العام 2015 بدون سبب موضوعي، فإننا نسائلكم، السيد الوزير ، عن أسباب عدم توزيع منح برنامج ” تيسير” منذ سنة 2015، وكيف ومتى سيتم معالجة هذا الإشكال الحقيقي ؟ وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.