Written Questions

وبعد؛ إن التزام الحكومة بتكريس مدرسة تكافؤ الفرص جعل قطاع التربية الوطنية يخوض غمار تأهيل المدرسة العمومية لتضطلع بدورها في المعرفـة والارتقاء الاجتماعـي كما هو وارد في برنامجها الحكومي الذي على أساسه نالت ثقة البرلمان. لكن، ورغم المجهود المبذول على مستوى هذا القطاع الذي يعتبر في صلب النموذج التنموي يبقى عشرات التلميذات والتلاميذ من أبناء الجماعة القروية تگليت بإقليم كلميم بعيدين عن دائرة تكافؤ الفرص ولو في حدها الأدنى، وذلك أسوة بنظرائهم من التلاميذ في عدد من الجماعات بجهة كلميم وادنون. ففي الوقت الذي انطلق فيه الدخول المدرسي بجميع ربوع المملكة لا يزال تلاميذ المستوى الإعدادي بهذه الجماعة القروية خارج فصول الدراسة، والسبب هو عدم وجود إعدادية بهذه الجماعة القروية. السيد الوزير المحترم، إن شبح الهدر المدرسي يطارد تلاميذ هذه الجماعة بداية من استكمال المرحلة الابتدائية، فحتى الأسر التي جازفت بإرسال أطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة إلى إعدادية فاصك التي تبعد عنهم بـ 100 كلم لم تحصد أغلبيتها الساحقة إلا الهدر المدرسي، ولم يحقق التحاق أبنائهم بالقسم الداخلي الأهداف المنشودة، وخاصة في صفوف الفتيات، وهو ما يجعل حصولهم على شهادة البكالوريا حلما بعيد المنال. وأمام هذا الوضع فإنه من الواضح جدا أنه لا يوجد ما يحفّز آباء وأمهات وأولياء تلاميذ جماعة تگليت على إرسال أبناءهم بعيدا عنهم بـ100 كلم من أجل التمدرس بعد مرحلة السادس ابتدائي، والبقاء طيلة الأسبوع بعيدا عن الاهتمام والرعاية الأسرية في وقت يعاني فيه المجتمع من اهتمام الأطفال المفرط بالهواتف النقالة والإدمان على تطبيقات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يحول دون التركيز والاهتمام بالتحصيل الدراسي. وعليه، وسعيا إلى إنقاذ أجيال هذه المنطقة من شبح الهدر المدرسي، نسائلكم عن الإجراءات الاستعجالية التي سيتم القيام لتوفير إعدادية بجماعة تگليت تكون نواة للاستمرار في المرحلة الثانوية؟