قال يوسف غربي عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إن حق المشاركة السياسية بالتصويت والترشيح لمغاربة العالم، انطلاقا من بلدان الإقامة، المنصوص عليه في الدستور، ينتظر اليوم تنزيلا فعليا يمكنهم من المشاركة السياسية و المساهمة في بناء الوطن. وأوضح غربي في تعقيب باسم الفريق على جواب رئيس الحكومة على سؤال محوري يتعلق بـ"السياسة الحكومية للنهوض بأوضاع مغاربة العالم"، خلال الجلسة المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، أن ورش المشاركة السياسية لمغاربة العالم يُسائل الجميع، ويتطلب التعجيل بتحديد شروط و كيفيات الممارسات الفعلية لحق التصويت والترشيح انطلاقا من بلدان الإقامة. وأكد غربي على ضرورة الإسراع بدسترة مجلس الجالية المغربية بالخارج كما نصت على ذلك المادة 171 من الدستور على غرار المؤسسات والهيئات الأخرى المذكورة في الفصول 160 الى 170، مشيرا إلى أن فريق العدالة والتنمية بادر بتقديم مقترح قانون يُضفي طابع الدسترة على مجلس الجالية المغربية بالخارج ويجعله ملائما لدستور 2011. ويرى الفريق بحسب غربي، أن الجالية المقيمة بالخارج تعيش صعوبات تتصل بالأحوال الشخصية والحالة المدنية والعقارات والقضايا الإدارية عموما، معتبرا أن جزء من هذه الصعوبات ناشئ عن ازدواجية المرجعية القانونية، وهو ما تحاول الاتفاقيات القضائية تيسيره، وفق تعبيره، مقترحا في إطار انفتاح الجامعة على محيطها، أن يتم إحداث المزيد من وحدات الماستر ومسالك الدكتوراه، خاصة بالجهات التي بها جالية كبيرة بالخارج، على أن تتركز اهتماماتها البحثية على قضايا الجالية بما يراكم مادة علمية رصينة تؤسس عليها الاجتهادات التشريعية المتنوعة. كما اعتبر المتحدث أنه من المفيد دعم الحكومة لشراكات مع المجتمع المدني، وذلك لإحداث مراكز استماع ودعم القنصليات بمزيد من المستشارين القانونيين من أصحاب التكوين المتميز، داعيا إلى الاهتمام بفعاليات المجتمع المدني النشيطة بالخارج، والتي تقوم في رأيه بدور تأطيري هام يكرّس ارتباط المغاربة بهويتهم وقضايا وطنهم، ومقترحا أن تبادر القطاعات الحكومية المعنية إلى إحداث جائزة خاصة بالتجارب الجمعوية الرائدة على مستوى الجالية في الخارج، وذلك تشجيعا للمجتمع المدني الجاد والفاعل. وفي موضوع التأطير الديني والثقافي لمغاربة العالم، أكد غربي على ضرورة توفر شروط مهمة في الأئمة والوعاظ، ومنها الكفاية اللغوية التواصلية اللازمة، أي إتقان لغة بلد الاستقبال، مع إتقان اللغتين الرسميتين، وخاصة بالنسبة للمناطق التي تتواجد بها جالية ناطقة بالأمازيغية، إلى جانب المعرفة اللازمة بالسياقات الاجتماعية والثقافية لبلدان الاستقبال، لفهم الإشكالات التربوية والأسئلة النابعة من تفاعل الجالية مع بلدان إقامتها، وذلك لضمان اندماج سلس، وللحفاظ على الأبعاد الثقافية والهوياتية.