عقدت لجنة تحسين نوعية الحياة والمبادلات بين المجتمعات المدنية والثقافة بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الجمعة فاتح فبراير2019، بمقر مجلس النواب، اجتماعا حول موضوع "الشباب في المنطقة الأورو متوسطية: إشكالية الالتزام المجتمعي وتجاذبات الفضاء الافتراضي".
وافتُتح الاجتماع، بكلمة من السيد محمد احويط رئيس اللجنة، الذي ركز على التغيرات التي همت البشرية بفضل التطور التكنولوجي، وما نتج عنه من دمقرطة الوصول إلى المعلومة، مع ما يطرحه من تحديات لتقليص الفوارق بين شمال المتوسط المُنتج للمحتوي وجنوب المتوسط المستهلِك.
كما استعرض رئيس اللجنة التحديات المستقبلية التي يطرحها الالتزام المجتمعي للشباب من أحل مواصلة تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاستقرار ومواجهة العنف والإرهاب وبناء السلم الإقليمي والدولي. وقد حضر اللقاء وفود تمثل عدة بلدان متوسطية، نذكر من بينها الجزائر ومصر وتركيا وبلغاريا، إلى جانب ليتوانيا والأردن ثم المغرب.
وعرف اللقاء مداخلات من خبراء مغاربة، كالسيد المهدي العروسي، مدير الدراسات القانونية بالهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، الذي قدم عرضا حمل تساؤلات عديدة حول سبل الحفاظ على القيم، في ظل سطوة العالم الافتراضي. أما الباحث السوسيولوجي المختار الهراس، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقدم لمحة عن ما يمكن أن ينتج عن استعمال الأنترنيت من "تقليص للعالم" والميل أكثر نحو الفردانية.
وخلص الاجتماع إلى إصدار مشروع توصية دعت إلى إعمال الشفافية في التدبير وإتاحة المعرفة للجميع، مشددة على بناء الوعي لدى الشباب والمحتويات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات. ومما ضمه مشروع التوصية، التشديد على أن الأمر يتعلق برهان مستقبلي سيحدد إلى حد كبير نمط العيش المشترك والمسؤولية المشتركة إزاء المنطقة والعالم.
كما دعا مشروع التوصية الحكومات والمؤسسات التنفيذية إلى إيجاد مزيد من الإطارات والآليات لتأطير الشباب اجتماعيا وثقافيا، ناهيك عن الدعوة إلى جعل منظومات التربية والتعليم رافعة للتكوين والتعلم والتلقين، إلى جانب العمل على إعادة الاعتبار للعمل السياسي وإفساح المجال للشباب للانخراط في العمل الحزبي والسياسي، ثم دعوة هيئات المجتمع المدني بالمنطقة الأورو متوسطية إلى تعبئة الشباب وشحنه بقيم المواطنة والمشاركة العمومية والتأـثير الايجابي على القرارات العمومية.