قال عبد الله بووانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أثناء مشاركته في المنتدى البرلماني الفرنسي المغربي المنظم أيام 15 و16 و17 أبريل 2015، إن ظاهرة الإرهاب، باتت تقض مضاجع الشعوب في العالم أجمع، مشيرا إلى أن المنظمات الإرهابية لم تعد مقتصرة على دولة بعينها، بل غدت ظاهرة دولية خطيرة.
وأوضح رئيس الفريق أن الإرهاب كجريمة عابرة للأقطار، ينضاف الى التحديات المزمنة المتمثلة في مشكل الفقر الذي يقض مضجع بعض الدول الإفريقية التي تسجل مؤشرات تنموية واقتصادية ضعيفة، معتبرا أن هذه المؤشرات عوامل تزيد من هشاشة هذه الدول ومن ضعفها أمام محاولات الاختراق المتكررة للجماعات الإرهابية.
وأبرز بووانو في مداخلته الخطوط العريضة لاستراتيجية المغرب مكافحة الإرهاب، موضحا أنه تبنى خطة ترتكز على الصرامة الكاملة فيما يخص المنظور الأمني، وبالموازاة مع ذلك على مقاربة دينية تعتمد على اصطفاف الشرعيتين الدينية والسياسية والرفض البات لاستخدام الدين حسب أهداف وأغراض تزيغ به عن مقاصده الأساسية في إشاعة الأمن والسلم والتعايش والاستقرار في إطار منهجية قوامها الاعتدال والتسامح.
وشدد رئيس الفريق على أن ربط الدين بالعنف في إطار قراءة مغلوطة لهذا الأخير، تعتبر من أبرز العوامل التي ساهمت في استشراء التطرف والإرهاب.
وشدد رئيس الفريق على أن المغرب طوّر مقاربة دينية شاملة ومنسجمة وناجعة لمكافحة الإرهاب، بفضل رؤيةجلالة الملك في مجال إصلاح الحقل الديني بصفته أميرا للمؤمنين، مضيفا أن المملكة عملت أيضا على توفير الدعم في هذا المجال للعديد من الدول الإفريقية والشركاء الأروبيين من خلال برامج تكوين المرشدين التي تهدف إلى نشر خطاب روحي ينبذ العنف والتطرف، وقامت بمأسسة الفتوى بواسطة مؤسسة إمارة المؤمنين، مما أدى وبنجاح الى ضبط هذا المجال المهم وقطع الطريق على الدخلاء على المجال الديني.، إضافة الى تسطير برامج تكوينية للائمة مبني على الاعتدال ونشر قيم التسامح، مبرزا استعداد المغرب لوضع تجربته في تكوين الأئمة أمام الدول الإفريقية والأوروبية، مما يزيد من تقوية أواصر التعايش السلمي بين الأديان.
وسجل بووانو أن التعايش السلمي والتسامح بين الاديان السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية وجميع مكونات المجتمع هي السبيل الأوحد لتحقيق الامن، بالإضافة الى ضرورة انخراط الجميع من مؤسسات عمومية وخاصة وهيئات سياسية ومدنية في نشر ثقافة نبذ العنف ونبذ التحريض على الكراهية، "فالتعايش السلمي المشترك، واحترام الأديان والرموز الدينية، وأهمية الحوار بين الأديان والثقافات يعتبر المدخل الرئيس للتقريب بين الشعوب" حسب المتحدث.
وبالإضافة للمقاربتين الأمنية والدينية، يقول رئيس الفريق، فقد انكب المغرب ضمن استراتيجيته في محاربة الإرهاب على دعم خيار التنمية الشاملة المتكافئة والعدالة الاجتماعية في إطار تصور مجنمعي يروم محاربة سياسة الإقصاء التي تؤدي بروز بؤر التوتر الاجتماعي التي يتخذها الارهاب كمنفذ لاختراق النسيج الاجتماعي.
من جانب آخر حذّر بووانو من الإمكانيات المقلقة لاختراق مخيمات تندوف من طرف الإرهاب الدولي، مشيدا بالمجهود الموضوعي والشفاف الذي قام به المكتب الاوروبي لمكافحة الغش (OLAF) بالكشف عن التلاعبات الخطيرة لسنوات، في الدعم الاوروبي المقدم لضحايا الاحتجاز القسري بمخميات تندوف، الشيئ الذي يهدد حسب بووانو بتحويل الأموال المتأتية من بيع المساعدات أو مقايضتها بالسلاح أو أي نوع من الممنوعات بهدف تمويل الجماعات الإرهابية والانفصالية وزعزعة اسقرار المنطقة.