Written Questions

يشتكي مزارعو الجوز “الكركاع” بالمناطق الجبلية من الانخفاض الملحوظ في أسعار الجوز، مع حلول موسم جنيه، حيث بات التراجع في أثمانه مشكلا يؤرق مالكي أشجار الجوز بالمناطق الجبلية في السنوات الأخيرة، بسبب ما يصفونه بإغراق السوق المغربية بالجوز المستورد من الخارج. ظاهرة كساد غلة الجوز بالمناطق الجبلية بدأت منذ ما يزيد عن أربع سنوات، لكن المشكل تفاقم هذه السنة، وأصبح الفلاح الصغير يجد صعوبة في تسويق محصوله السنوي؛ إذ أصبح الجوز المحلي يتعرض إلى منافسة شديدة من الجوز المستورد من بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والشيلي والصين حيث بلغ إجمالي الواردات من الجوز خلال السنة المنصرمة، حسب موقع “إيست فروت”، المتخصص، أكثر من 186 مليون دولار. وهذه المنافسة تفضي، بالإضافة إلى تدخل الوسطاء في السوق، إلى انهيار الأسعار. الأمر الذي يصبح معه الفلاح الصغير عاجزا عن سد النفقات التي يتطلبها جني محصول الجوز الذي كان عائدُه فيما مضى يسد كثيرا من حاجيات الساكنة في كل موسم، لكن في السنوات الأخيرة ومع تراجع مردودية المحصول، أصبحت شجرة "الكركاع" وما تتطلبه من عناية ونفقات، تثقل كاهل مالكها؛ حيث أصبحت تشكل عبء على الفلاح ولم يعد يستطع تحمل نفقاتها، خاصة أنها تحتل مساحة كبيرة من الأرض الفلاحية لضخامتها وبالتالي عدم استغلال مالكها لتلك المساحة في مزروعات أخرى بسبب ظلها، مما يدفع الفلاح إلى قطعها واستبدالها بأشجار مثمرة أخرى؛ لذلك لا بد من العمل على تشجير المناطق الجبلية بأشجار الجوز، لمواجهة خطر انقراض أشجارا عمرت لمئات السنين مع ساكنة الجبل. بالإضافة إلى عامل إغراق السوق المغربية بالمنتوج المستورد، هناك عوامل أخرى تساهم في تراجع سعر الجوز، منها قلة المياه وشيخوخة أشجار الجوز التي لم تعد تعطي الثمار كما في السابق، مما أصبح يسيل لعاب العديد من تجار الخشب الساعين إلى الربح السريع، مما شجع على قطع أشجار معمرة لما يزيد عن 800 سنة. ويهدد شجرة "الكركاع" بالانقراض. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات التي ستتخذونها لتثمين المنتوج المحلي من فاكهة "الكركاع" والعمل على جودته وقدرته التنافسية، وتقنين عملية استيراده ومنع إغراق السوق الداخلية بالجوز المستورد بطريقة يتم فيها مراعاة وضعية الإنتاج المحلي، وحماية شجرة الجوز وتنمية مناطق تواجدها، وكذا حماية الفلاح بالمناطق الجبلية ومراعاة القدرة الشرائية للمستهلك.