السيد الوزير المحترم؛ إذا كانت الأدبيات والأعراف الإعلامية تستدعي أخذ وجهات نظر متباينة إزاء مختلف القضايا المطروحة أمام الرأي العام، باعتبار المواد الإعلامية بأصنافها المختلفة تساهم في بناء مجتمع متين، وتُرسخ القيم والمبادئ الداعية إلى الاعتزاز بمُنجزات المؤسسات الوطنية وتوطيد العزيمة والأمل والاجتهاد وسط الشباب، فالملاحظ سنويا خلال كل امتحانات البكالوريا، هو ضعف أخذ ارتسامات التلميذات والتلاميذ الجادين، وبالمقابل انتشار التسابق بين عدد من المنابر الإعلامية، أمام مراكز إجراء الامتحانات، للظفر بتصريحات التلاميذ الذين تبدو عليهم علاماتُ ومؤشرات انعدام الرغبة والجدية في التحصيل الدراسي، بل منهم من يصرح علانية بالأساليب التي استعملها في الغش، ومنهم من يحدد آليات التحايل على المراقبين، فضلا على التهكم بشكل فظ من الأطر المشرفة على الحراسة التربوية. إن إصرار بعض الهيئات الإعلامية، ومنها المستفيدة من الدعم العمومي، على الرفع من قيمة الفئة غير الجادة من التلاميذ، عبر تقوية مكانتها وإبرازها في الفضاء الإعلامي عن طريق اللقاءات والاستجوابات والروبورطاجات، لا يمكن تفسيره سوى بسعي المنابر المعنية، من حيث تدري أو لا تدري، للنيل من مكانة التعليم العمومي وتقزيم الجهود المبذولة للرفع مكانته. فعلى الرغم من محدودية عدد هؤلاء المُتمدرسين، مقارنة بعدد التلاميذ المُجتهدين والمُتخلقين، فبعضُ المواد الإعلامية المرافقة لامتحانات البكالوريا لا تشَرِّفُ بتاتا المدرسة المغربية والمجتمع المغربي، حيث تركز على تقديم ثانوياتنا كمجال لتفريخ المتهورين والغشاشين والكسالى، بدل استجواب ما تزخر به من المتمدرسين المُجدين والمتفوقين والمتشبعين بالقيم المواطناتية والوطنية والأخلاقية السامية، والذين شرفوا وطننا العزيز في المسابقات الوطنية والدولية، وحصلوا على نقط عالية بالجد والمثابرة في امتحانات نيل شهادة البكالوريا. بناء على ذلك، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستتخذونها، في إطار ثنائية الحرية والمسؤولية، للحد من تناسل استجوابات تلاميذ البكالوريا المُتهورين، وتمرير خطابٍ يَنِمُّ عن شرعنة سلوكات غير قانونية؟ كما نسائلكم عن الإجراءات التي ستقررونها لإبراز الوجه المشرق من امتحانات البكالوريا مؤسساتنا التعليمية؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق التقدير والاحترام.