السيد الوزير المحترم؛ تقع"المرجة الزرقاء" على بعد 120 كيلومتر شمال مدينة الرباط على شاطئ مولاي بوسلهام، وتبلغ مساحتها 1420 هكتاراً، منها 7300 هكتار محمية بيولوجية و6800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وكانت هذه البحيرة محمية بيولوجية مند سنة 1978، غير أن اتفاقية "رمسار" التي انضم إليها المغرب سنة 1980 جعلت منها محمية عالمية. وتُــــعَدُّ محمية "المرجة الزرقاء" فضاءً خصبا لتكاثر الأسماك، خاصة منها الرخويات التي تبلغ عدد أنواعها 173 نوعاً. كما أن بها أنواعًا من النباتات المهمة والنادرة مثل الاسل الذي يستعمله سكان المناطق المجاورة في صناعة الحصير. والمرجة الزرقاء هي إحدى أجمل وأغنى المناطق الرطبة بالمغرب، لتكون من المناطق العالمية المحمية، غير أن أخطارا متعددة تهدد ماءها ومرعاها وأسماكها وطيورها النادرة، منها استغلال المياه الجوفية في الزراعة، ما أدى الى انخفاض مستوى "السديمة" التي تغذي المرجة الزرقاء، وإلى ارتفاع ملوحتها. ومن الأخطار أيضاً مخلفات الأسمدة الكيماوية والمبيدات الملوثة، وبقايا البلاستيك المستعمل في الزراعة الحديثة. كما يؤدي الرعي الغير منظم بجوانب المحمية إلى نقص الغطاء النباتي وتدمير أعشاش الطيور وإزعاجها خلال عملية الحضانة، ناهيكم عن الأخطار الأخرى مثل التجوال بالمراكب والنشاط السياحي، وإحداث بعض المنشآت مثل قناة مائية اصطناعية والطريق السيار والزحف العمراني العشوائي. وإذا كان شاطىء مولاي بوسلهام يتوفر على بحيرة "المرجة الزرقاء" كأجمل البحيرات في العالم، يقصدها الزوار السياح من كل بقاع العالم، من أجل ممارسة رياضات مائية، مما يجعلها رافدا اقتصاديا وسياحيا، فإن بإمكانه أن يطور الحياة الاجتماعية للساكنة التي تعيش نمطا شبه قروي تنعدم فيه المرافق العمومية الضرورية رغم هذه الميزة السياحية. بناءً على كل هذه المعطيات، نسائلكم، السيد الوزير، عن التدابير التي يمكنكم القيام بها للحفاظ على المرجة الزرقاء كمحمية عالمية، واستثمارها وتطويرها والاهتمام بها، حتى تشكل رافدا من روافد الإقلاع الاقتصادي بالمنطقة، لا سيما أن نمط الحياة بمنطقة مولاي بوسلهام قرويٌّ بنحو 90 بالمائة، وتعاني خصاصا في المرافق العمومية الضرورية، وتنقصها الإمكانيات الضرورية لتحويلها إلى منطقة اقتصادية تجلب الاستثمار والسياحة؟ وماهي المقاربة المجالية التي ستعتمدها وزارتكم للحفاظ على ثروتها الطبيعية والارتقاء بالمرجة الزرقاء، حتى تبقى من بين المعالم السياحية العالمية.