يتميز إقليم شفشاون بغنى ثقافي ضارب في عمق التاريخ، وزخم مادي ولا مادي داع صيته في شتى أرجاء العالم. حيث تتنوع المشاهد الثقافية وتتعدد المشارب الفنية، لتجعل من مدينة شفشاون عاصمة للإقليم وقبلة للعارفين بقيمة وروعة وجمالية إبداع مهندسيها وحرفييها ومثقفيها وفنانيها وعلمائها ومؤرخيها. هذا التنوع الثقافي والغنى الفني والفكري بإقليم شفشاون يصطدم بغياب مديرية إقليمية للثقافة، تسهر على مواكبة هذا العطاء الوافر والإبداع الغزير، والنهوض المستمر والمسترسل بالثقافة في أوساط مختلف الفئات الاجتماعية، بمن فيهم الشباب كحاملين لمشعل استشراف المستقبل. فالمركز الثقافي المتواجد بمدينة شفشاون على الرغم من جهوده المبذولة، إلا أنها تبقى دون مستوى تلبية الحد الأدنى من متطلبات الإقليم في المجال الثقافي، ولا ترقى إلى مستوى تاريخ المدينة المشرق، المتجسد في أجناس ثقافية راقية من قبيل الطرب الأندلسي والحضرة الصوفية والصنعة الأدبية وفن المعمار والطبخ والنسج وغيره كثير. إن إحداث مديرية للثقافة بشفشاون لمن شأنه تعزيز البنية التحتية الثقافية للمدينة كما الإقليم، التي تشهد على طول أيام وشهور السنة مهرجانات فكرية وثقافية وفنية في شتى ضروب الإبداع، كما أنه سيثمن المجهودات الكبيرة التي يبذلها المؤرخون والعلماء والمثقفون والفنانون والرسامون والمسرحيون. لذا؛ نسائلكم عن الإجراءات والتدابير المتخذة من أجل رفع هذا الحيف وإعادة الاعتبار وصيانة تراث وتاريخ المنطقة بإحداث مديرية إقليمية للثقافة بشفشاون؟