Preguntas Orales

لا يخفى عليكم السيدة الوزيرة المحترمة، الدور الكبير الذي تقوم به الأمهات وربات البيوت في المجتمع المغربي من أجل النهوض بالمهام المنزلية الشاقة والرتيبة، وما يلاقين من أتعاب تربية البنات والأبناء في سبيل إعداد النشء والعناية بكل متطلباته، وذلك ليكون أطفالنا في المستوى المطلوب من القيم الروحية والوطنية العالية، وعلى الدرجة المأمولة من الالتزام والمسؤولية من أجل خدمة الوطن والمواطنين، ولقد أصبحت نتائج هذه الرعاية قوية، واضحة ومرئية بشكل أكبر في أمهات أبطال فريقنا الوطني، أولئك اللواتي منحن الوطن شبابا فاعلين في الجهد وصانعين للفوز لدرجة استأثرن معها باهتمام العالم أجمع، حيث انضاف هذا الإنجاز الرمزي القيمي والثقافي إلى الإنجاز المادي الفعلي غير المسبوق لفريقنا الوطني، أمهات ينحدرن من أوساط اجتماعية هشة عانين الأمرين من أجل تربية أبنائهن والتكفل بهم. إن للأمومة ورعاية النشء والاطلاع بمهام التربية والبيت أدوارا في منتهى الأهمية والتعب، تظل غير مثمنة بالشكل اللائق في مجتمعنا؛ إن تمكين ربات البيوت من تعويض منتظم بشكل مؤسساتي، خصوصا في الأوساط الفقيرة والهشة يجعل النساء أمام اختيار حقيقي وحقوقي بين العمل داخل البيت والتفرغ للأسرة أو العمل الأجور خارجه او الجمع بينهما؛ إن السير في اتجاه هذه المبادرة، هو ذاته السير في اتجاه إقامة الدولة الاجتماعية، دولة الإنصاف والاعتراف بأدوار النساء وحقوقهن. لذا السيدة الوزيرة المحترمة، استجابة للدروس واستخلاصا للعبر، نسائلكم عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها والمبادرات التي يمكن القيام بها، إنصافا للأسر وإكراما للنساء والأمهات من أجل تخصيص تعويض مالي منتظم للأمهات وربات البيوت في بلادنا، وذلك أولا اعترافا لهن بنبل الأدوار التي يقمن بها، ثانيا تعزيزا لمكتسبات المرأة في بلادنا، وانصافا لهذه الفئة من النساء بالذات، ثالثا تجسيدا للإرادة الملكية السامية، حيث أكد جلالته على ضرورة العناية بالنساء على المستويين التشريعي والاقتصادي، وآخر هذه التوجيهات السيدة الوزيرة المحترمة، تلك المتضمنة في ذكرى خطاب عيد العرش المجيد الأخير.