Preguntas Orales

أذكركم السيد الوزير المحترم، أن المجتمع المغربي يشهد اليوم تغيرات عميقة وسريعة تؤثر على الأسر المغربية وعلى أدوارها التقليدية المحمودة في مجال رعاية المسنين والمسنات، إذ يعرف بلدنا كغيره من المجتمعات الإنسانية تصاعد أعداد هذه الفئة العمرية وتحولات ملموسة في الهرم السكاني، بكل ما يترتب عن ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية وصحية من جهة، وكذا مشاكل تدبير أوقات الفراغ، خصوصا بالنسبة للمتقاعدات والمتقاعدين من المسنين، لذا أصبح من الضروري السيد الوزير المحترم، على الحكومة كما على الجماعات الترابية العمل على تطوير المجال الحضري بشكل خاص ليصبح أكثر تكيفا واستجابة لمتطلبات هذا النوع من الساكنة الذين أفنوا شبابهم في خدمة بلدهم وتربية أبنائهم ورافقوا وطنهم في لحظات الضراء قبل الرخاء. اليوم نرى هؤلاء المسنين والمتقاعدين، أفرادا وجماعات في مداخل "الدروبة" والأحياء والحدائق- إن وجدت- لا مسلي لهم في أوقات فراغهم إلا قطع "الضاما" وأوراق "الكارطا"، بها يفكون، ما استطاعوا، العزلة عن أنفسهم ويواجهون الإقصاء والتهميش الاجتماعي الذي يطالهم. رعاية واعترافا بهذه الفئة من المواطنين السيد الوزير المحترم، ولأن الإنسانية لا تتجزأ، أسائلكم، عما يمكن أن تقوموا به من مبادرات لاحتواء هؤلاء المسنين المتقاعدين منهم وغيرهم، في اتجاه توفير فضاءات ثقافية ترفيهية، يلتقون فيها ويتلقون الأنشطة الثقافية والتحسيسية الملائمة لعمرهم والقادرة على تجويد ما تبقى من حياتهم . لتكن دورا للمسنين، أو دورا للعمر الثالث، أو دورا للسن الذهبي، على شاكلة دور الشباب، وذلك تقديرا لإنسانيتهم واعترافا بما أسدوه لوطنهم، وكذا تخفيفا للعبء على أسرهم التي تكفلهم وترعاهم من منطلق التضامن والقيم الرفيعة في مجتمعنا، هذه الأسر التي لا يمكن أن توفر لهم أكثر من ذلك.