السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، كما تعلمون، فقد عرفت مقاطعة جنان الورد بمدينة فاس نموا ديمغرافيا متناميا، كما شهدت طفرة عقارية خلال العشرين سنة الأخيرة، لاسيما بعد إحداث مجموعة من المشاريع السكنية الجديدة في المنقطة، واستقطابها لعدد كبير من السكان، وهو أمر نعتبره طبيعيا ويعكس نموها المطرد. ومقابل ذلك، تعاني المرافق التعليمية الثانوية بالأحياء الجديدة بهذه المقاطعة من أزمة تتعقد يوما عن يوم، وتتطلب، في رأينا، تدخلكم العاجل، السيد الوزير، من أجل إيجاد حل لها، وضمان حق بنات وأبناء هذه الأحياء حيث تتواجد عدة اعداديات، في الولوج إلى تعليم ثانوي جيد تتكافأ فيه فرص الجميع. وقد تعمق هذا الوضع في ظل واقع استمرار إغلاق إحدى الثانويات التي بناها أحد المنعشين العقاريين (التجموعتي) منذ أزيد من عشرين سنة بحي التضامن، وبعد المؤسسات الثانوية الموجودة في محيط هذا الحي، وغياب وسائل النقل العمومي بواسطة الحافلات، مما يجعل التلميذات والتلاميذ عرضة لكل أشكال العنف، وساهم ذلك في عزوف الآباء عن إرسال أبنائهم الى الثانويات البعيدة، وأدى إلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي والجريمة بتراب هذه المقاطعة. وتبعا لهذه المعطيات، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستتخذونها من أجل تعزيز العرض التعليمي الثانوي بالأحياء الجديدة بمقاطعة جنان الورد بفاس، وسبل فتح إحدى الثانويات المنجزة في تجزئة التضامن (التجموعتي) من قبل أحد المنعشين العقاريين، وتحويلها إلى القطاع العام عملا بالمساطر الجاري بها العمل في هذا الصدد، وتعيين الأطقم التعليمية والإدارية بها، وتجهيزها لتكون في مستوى انتظارات وتطلعات لساكنة المحلية؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.