لقد نص دستور المملكة الجديد في الفصل 31 على ان تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير اسباب استفادة المواطنين من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الإجتماعية والتغطية الصحية، فضلا عن مقتضيات مدونة التغطية الصحية الاساسية والقانون 65.00، الذي تعتبر بموجبه الصحة من مسؤولية الدولة أن تنبني على مبدأ العدالة والإنصاف في ولوج العلاج والدواء والرعاية الصحية سواء في الوسط الحضري أو الوسط القروي. من هذا المنطلق، نحيطكم علما السيد الرئيس المحترم، أنه منذ بداية الولاية التشريعية 2011 وأنا أراسل السيد الوزير المكلف بالقطاع حول التدهور الصحي المخيف بإقليم شيشاوة والتهميش الذي يعيشه الإقليم من طرف وزير الصحة، وضعف التجهيزات الطبية وقلة المستوصفات وإغلاق العديد من المؤسسات الصحية الأولية بالإقليم عامة، وبدائرة مجاط بشكل خاص. وأمام هذا الوضع المأساوي الذس ينضاف إلى ما تعانيه المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي بشيشاوة من قلة في الأدوية وضعف الموارد البشرية، وعلى سبيل المثال السيد الرئيس المحترم، جماعة سبت مشروضة يسكنها حوالي 27000 نسمة، مركزها تديره ممرضة واحدة (غير معقول)، أضف إلى ذلك إغلاق مستوصفين للعلاجات الأولية بنفس الجماعة كمستوصف أكرنعلا وبوزوكة، وقلة التجهيزات الأساسية، خاصة دور الولادة، نظرا لبعد المسافة بين الدواوير عن المستشفى الإقليمي بشيشاوة، وصعوبة التضاريس، مما جعل الساكنة تدق ناقوس الخطر على واقع الصحة بالإقليم الذي بات من خلاله المواطن مهددا في حياته، خصوصا المرأة القروية، حيث سجلت أخيرا بعض الوفيات في صفوف الأمهات، قصد التحرك قبل فوات الأوان من أجل وضع حد لهذا النزيف من جهة، والعمل على توفير الإمكانيات والوسائل الضرورية واللازمة لضمان حق المواطن في العلاج في أحسن الظروف من جهة أخرى. ولتقليص الفوارق المجالية ما بين الوسط القروي والوسط الحضري وتيسير الولوج للعلاجات الصحية، وأخد البعد الجهوي بعين الإعتبار في تطوير منظومة صحية مندمجة ، وتحسين ولوج الساكنة إلى المؤسسات الصحية بهذا الإقليم كما وكيفا وذلك ب: - إعادة النظر في تجهيزات المستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة، - إحداث بعض التخصصات بالمستشفى الإقليمي، خاصة طب العظام، جراحة العيون، طب القلب والشرايين، تصفية الدم، طب الاطفال، حيث لا يعقل أن يتوفر المستشفى على جناح خاص للولادة بدون طبيب للأطفال ( pédiatre) - الإسراع في إعطاء انطلاقة بناء المستشفى المتعدد الإختصاصات بإيمنتانوت، وذلك عبر تسهيل المساطير أمام استمرار الإحتجاجات والمعاناة اليومية للمواطنين. - تجهيز مستوصفات ادويران، سكساوة، للاعزيزة، آيت حد يوسف، اسرتوا، امتوكة،دمسيرة، سيدي المختار، المزوضية، الزاوية، النحلية بمزوضة، - إعادة فتح المستوصفات المتخصصة في العلاجات الأولية كمستوصف اكرنعلا وبوزوكة بسبت جماعة مزوضة، - إحداث دار الولادة بالمركز الصحي بمزوضة وكماسة بجماعة فروكة، وبجماعة اداسيل، - إعادة النظر في التجهيزات والموارد البشرية بالمركز الصحي بمجاط، - تجهيز مستوصف أسيف الحال وإداسيل وامين أدونيت. السيد الرئيس، ما النقص في التجهيزات والموارد البشرية إلا صورة مصغرة لتداعيات الخصاص بالمستشفى الإقليمي والمراكز الصحية، وهو الأمر الذي دفع بالساكنة إلى إبداء قلقها بخصوص الوضعية الصحية بالإقليم. وفي انتظار الأخذ بعين الإعتبارالحيثيات الواردة بمختلف المشاكل التي يعاني منها الإقليم فيما يتعلق بالجانب الصحي، والقيام بما تستوجبه المسؤولية الملقاة على عاتقكم، والثقة المولوية التي حضيتم بها، تقبلوا تقديري واحتراماتي.