في الوقت الذي نتحدث فيه عن إرساء العدالة الصحية وضمان جودة الخدمات وتحسين العرض الصحي ورفع سقف الأهداف المتوخاة من الخريطة الصحية الوطنية والمحلية، مازالت ساكنة مقاطعة الحي الحسني، تنتظر التفاتة حقيقية تلامس همومها وتخفف من معاناتها مع المشاكل البنيوية العميقة التي يعرفها قطاع الصحة بالمنطقة وهي التي تعرف نموا ديمغرافيا وعمرانيا مضطردا يستوجب إرساء منظومة صحية متكاملة ذات جودة وفعالية وقريبة من المواطنين. وفي هذا الصدد، يعاني المركز الصحي النسيم من خصاص كبير لا يتماشى مع حجم الساكنة التي يبلغ تعدادها حوالي 45000 نسمة أي ما يناهز 15% من نسبة سكان مقاطعة الحي الحسني. فهذا المركز يفتقر لأبسط شروط الخدمات الطبية لغياب التجهيزات الأساسية والمعدات الضرورية، وضعف الطاقة الاستيعابية التي لا تستجيب للحاجيات المعبر عنها بمعدل سرير لكل ألف نسمة. وكذا قلة الموارد البشرية والأطقم الطبية المختصة وانعدام مجموعة من الاختصاصات الأولية التي تعد شرطا أساسيا في مراكز للقرب من هذا الحجم. مما يسائل مصداقية الشعارات المرفوعة من قبيل ضمان الولوج المتكافئ للخدمات العلاجية ومحاربة الهشاشة والتهميش. وعليه، نسائلكم عن الجهود المبذولة بغاية القيام بزيارة ميدانية للمركز الصحي النسيم وإيفاد لجنة مختصة للوقوف على الخصاص وتوفير التجهيزات اللازمة، بما فيها سيارة الإسعاف؛ وكذا العمل على توسعة هذا المركز بالنظر للوتيرة المتزايدة لساكنة المنطقة، وتخصيص قسم للمستعجلات لتقريب المسافة وتخفيف الضغط على المستشفى الإقليمي الحي الحسني من جهة أخرى؟