السيد الوزير المحترم، يقوم القيمون الدينيون ومؤطرو التعليم العتيق بمختلف مهامهم وتسمياتهم بأدوار جليلة تساهم في حفظ الدين، وتثبيت القيم، والتنشئة على حب كتاب الله وسنة رسوله، وقيام المؤمنين المغاربة بشعائرهم الدينية طبقا لثوابت بلدنا، وحمايته من الأفكار والمذاهب الدخيلة بشتى أصنافها، وجل هؤلاء متفرغون بشكل كامل لمهامهم، وتشكل مسؤولياتهم تلك مصدر عيشهم ورزق أسرهم، غير أن هذه الفئة بقدر ما انشرحت للالتفات لها خلال العقدين الأخيرين، فإنها لازالت تعاني مقارنة مع ما يتمتع به المشتغلون، سواء بالقطاع العام أو الخاص، لا سيما مع الوضعية والحقوق الشغلية، من وجود سلالم أجور وتعويضات واضحة، ونظام للتحفيز والترقية، ووضوح الإطار الذي تشتغل فيه، وانتظام علاقتها الشغلية بعقود تبين حقوقها وواجباتها، حتى تضمن حقوقها عند أي خلاف، أو تغيير مكان العمل، وغيرها من الإشكالات التي تعاني منها في صمت، ويمنعها وضعها الاعتباري والخاص من اللجوء للتشكي كما يفعل غيرها. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم : ـ عن ما يمكنكم عمله لتحسين وضعية هذه الفئة، وتطوير وتأمين حقوقها ومكتسباتها، لتقترب على الأقل من باقي الفئات المشتغلة، لأن ما تقوم به لا يقل شأنا عن غيره، وتبقى لأفرادها حاجات اجتماعية وأسرية تحتاج مدخولا محترما لصيانة كرامتها ؟