كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن اللاقط الهوائي المعتمد كوسيلة لتقوية ودعم شبكات الاتصال من شأنه أن يسبب في أضرار محتملة على صحة الإنسان، وهذا نفسه توجه القضاء الذي اعتمد في تعليله لعدة أحكام على أن الأبحاث العلمية المتوفرة حاليا، مؤكدا أنه إن لم تجزم حسب منشور وزير الصحة المؤرخ في 22 ماي 2003 بوجود أضرار في الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من المنشآت الكهربائية اللاسلكية، فإنها لم تحسم بالمقابل من ذلك في مدى سلامتها بالنسبة لصحة الإنسان، سيما على المدى البعيد مما يتوجب اعتماد مبدأ الحيطة والحذر في التعامل معها. وحيث أنه لا وجود لأي دليل علمي قاطع لحد الساعة يؤكد عدم وجود أضرار محتملة للاقط الهوائي على صحة الإنسان، مما يتطلب تفاديه. وحيث أنه في نفس النهج، سبق لساكنة تجزئة المهندسين على مستوى جماعة جرسيف أن قدمت تعرضا يحمل توقيع أزيد من 83 شخصا، وذلك بشأن نصب لاقط هوائي فوق سطح منزل وسط تجمعهم السكاني بسبب أضراره المحتملة، وأودعوا نسخا منه لدى مختلف المصالح الإدارية المعنية، مطالبين منهم حذف هذا اللاقط الهوائي، وهو ما لم تتم الاستجابة له لحد الساعة. وحيث أن محاكم المملكة أصدرت عدة أحكام تتضمن أوامرا قضائية تقضي بإيقاف نصب اللاقط الهوائي فوق سطح بنايات تتواجد داخل الأماكن الآهلة بالسكان، وعلى سبيل المثال الحكم الصادر بوجدة والقاضي بإيقاف إنشاء لاقط هوائي فوق سطح الإقامة 404 بزنقة فالونسيان المطلة على زنقة اسبانيا بمدينة بركان مع النفاذ المعجل تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 500 درهم عن كل يوم تتأخر فيه الشركة عن التنفيذ، وذلك بعدما تقدم المتضررين بمقال في الموضوع. وحيث أنه في تعليل هذا الحكم تم التأكيد على أن: "الضرر المستقبلي أو الاحتمالي قد لا يمكن اعتماده في بعض المواضيع المادية الصرفة، أما إذا تعلق الأمر بالصحة العامة البدنية للشخص، وخاصة صحة الأطفال، فإنه يتعين أخذها في الاعتبار، لأن الصحة البدنية لا يمكن إرجاعها إلى حالتها الأولى إذا ما أصابها ضرر ما، خاصة إذا كان سببه الإشعاع المغناطيسي الذي يجرؤ العلماء في هذا المجال على كشفه لتصادم ذلك مع القوة الاقتصادية للشركات المشتغلة في هذا الميدان، وذلك على حساب صحة الإنسان، وعليه فإن الضرر من هذ ا النوع يجب وضع حد له في أي مرحلة تم فيها تحديد سببه، ولو كان مستقبليا أو احتماليا". وحيث أن الأمر يتعلق بصحة المواطنات والمواطنين. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم: ـ لماذا لا تتدخل وزارتكم لحماية ساكنة تجزئة المهندسين من الأضرار المحتملة بشأن اللاقط الهوائي موضوع تعرضهم؟ ـ ولماذا لم تتدخل وزارتكم تماشيا مع روح الخلاصات العلمية التي لم تجزم لحد اليوم في عدم وجود أي ضرر على صحة الإنسان بشأن التأثيرات الجانبية للاقط الهوائي؟ ـ وما هي الإجراءات العملية لمعالجة هذا الأمر؟ والآجال الزمنية المطلوبة لإزالة اللاقط الهوائي موضوع تعرض ساكنة تجزئة المهندسين حماية لصحتهم؟