السيد الوزير ، تحية تقدير و احترام، لقد جاء خطاب العرش الأخير صريحا و واضحا في كل مضامينه حيث دعا فيه جلالة الملك إلى وجوب إعطاء المزيد من العناية للدعم المدرسي بكل مكوناته ، باعتبار التعليم ركيزة من ركائز بناء كل الشعوب المتقدمة . السيد الوزير المحترم، جاءت مبادرة الحكومة من خلال وضع برنامج "تيسير" تماشيا مع تنزيل برامج المخطط الاستعجالي لتشجيع الأسر في وضعية صعبة على إرسال أبناءهم إلى مقاعد الدراسة مقابل إعانة مالية شهرية , البرنامج الذي حظي بأهمية بالغة ضمن جهود الحد من الهدر المدرسي، و رفع نسبة التمدرس بالعالم القروي في ظل عدم قدرة عدد كبير من الأسر المعوزة على تحمل مصاريف دراسة أبنائهم، إلا انه بعد المتابعة و الرصد لكل جوانب البرنامج، و ذلك بعد تقييم التجربة خلال السنوات الماضية، اتضح ان هناك اختلالات شابت هذا البرنامج الاجتماعي و شوشت على ايجابياته . فبالرغم من المجهودات المبذولة من طرف وزارتكم، إلا أن البرنامج لم يرقى لتطلعات هذه الفئة المستهدفة. كما انه تم إقصاء العديد من الجماعات المحلية من هاته المبادرة الاجتماعية، و ذلك باعتماد معطيات الإحصاء الوطني الذي صنف مستويات الهشاشة و الفقر حسب المناطق و الجماعات، هذا التصنيف الجغرافي للهشاشة و الفقر اقصى عددا من المواطنين المستحقين للمساعدة من هذا البرنامج، رغم تواجدهم في مناطق تعد، حسب الإحصاء، في مستوى اقل هشاشة و فقرا .كما ان هذا التصنيف جعل فئات تستفيد من دعم لا تستحقه رغم تواجدها في مناطق هشة و فقيرة . إضافة إلى مشاكل صرف المنح للمستفيدين سواءا التأخرات التي تعرفها في كثير من الأحيان او استياء أولياء أمور المستفيدين في صرف تعويضات ابناءهم مع وكالات "بريد بنك" . و بهذا الصدد و نحن على أبواب الدخول المدرسي الجديد، نسائلكم السيد الوزير، حول الإجراءات و التدابير التي ستقومون بها من اجل تحسين و تجويد برنامج الدعم "تيسيير" . و تفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير و الاحترام.