Written Questions

من المعلوم أن مشكلة إغلاق الحدود البرية مع الجارة الشقيقة الجزائر لازالت تفضي إلى توقف آلاف المشاريع الاستثمارية بالبلدان المغاربية وإلى عرقلة عجلة التنمية بشكل عام، ف"اقتصاد الفرص الضائعة" هو أقل ما يمكن أن توصف به العلاقات الاقتصادية بين المغرب والجزائر، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه من البلدين وضع إطار واقعي للاندماج الاقتصادي؛ تؤطره معادلة رابح رابح، نجد أن الحسابات السياسية وتعنت بعض الأطراف يتسبب في تفويت الفرص على كلا البلدين لربح زيادة مهمة في نسب النمو، نظرا لطبيعة إمكانياتهما الاقتصادية المتكاملة، حسب ما تؤكده عدة تقارير صادرة عن المؤسسات الدولية المختصة، أبرزها البنك الدولي الذي أشار إلى أن التكامل الاقتصادي بين المغرب والجزائر كان من شأنه الزيادة في نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 30 %. فإذا كان مشروع أنبوب الغاز الجزائري الذي يمر عبر التراب الوطني نحو اسبانيا (كمثال لإحدى المصالح الإستراتيجية التي تجمع البلدين، والذي يسمح للمغرب باقتطاع 10% من المبيعات؛ أي أنه يضخ في خزينتنا أكثر من مليار دولار سنويا) عنوانا لحصانة المصالح الاقتصادية الكبرى من التوترات السياسية، فلم لا يتم تبني نفس الإستراتيجية وتعميمها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتقويتها بالتشريعات والاتفاقيات الثنائية التي ستسمح قطعا بتذويب باقي الخلافات السياسية؟ فاليوم، ومع حسن النوايا التي ما فتئ يعبر عنها المغرب، وبالنظر إلى الموقف الأخوي البطولي لأشقائنا في الجزائر بخصوص دعمهم للمغرب في سباقه لتنظيم مونديال 2026، أعتقد أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في علاقاتنا ووضع حد لمشكلة إغلاق الحدود البرية. لما سبق، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة، عن إمكانية طرح مبادرات لتحسين العلاقات الثنائية مع الجارة الجزائر في الجانب الاقتصادي، كخطوة لفتح المجال أمام تذويب جليد باقي الخلافات السياسة بين البلدين؟