Preguntas Orales

السيد رئيس الحكومة، تحية تقدير واحترام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور احتجاج العديد من الحجاج المغاربة خلال أدائهم مناسك الحج، معبرين فيها عن استيائهم من الإهمال واللامبالاة التي طالتهم من لدن أطر البعثة المغربية الرسمية، حيث أن بعضهم وبحكم عدم إلمامهم بمناسك الحج لم يتوفقوا في إقامة الشعائر المقدسة على الوجه الصحيح في غياب التأطير والتوجيه اللازمين من طرف مرشدي البعثة الرسمية، كما أن العديد منهم تاه بين منى والمزدلفة، مما اضطرهم إلى النوم في الشوارع والأزقة، فيما غابت عن جلهم الوجبات الغذائية اليومية، كما سلمت لبعضهم مواد غذائية فاسدة، ناهيك عن مشاكل النقل التي تميزت بنقص حاد في عدد و جودة الحافلات المستعملة. وحسب ما كشفت عنه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد وصل عدد الحجاج المغاربة هذه السنة إلى 32 ألفا حاج حُددت مصاريف حجهم ب 47 ألفا و358 درهما للحاج الواحد لمن سافروا في الرحلات التي أشرفت عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مباشرة، بينما تضاعف هذا المبلغ لمن سافر عن طريق وكالات أسفار خاصة، أي ما يقارب 2 مليار درهم دون احتساب مصاريف الجيب التي حددت في 10 آلاف درهم المسموح لكل حاج حيازتها خلال رحلته، هذا الرقم الخيالي الذي يطرح سؤالا جوهريا حول الكيفية التي يتم بها تدبير هذه الأموال ومدى استفادة الحجاج المغاربة فعلا منها. وبهذا الصدد، وباعتبار المشكل القائم ليس وليد هذه السنة حيث يتكرر المشهد كل موسم، فإننا نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، عن التدابير التي ستقومون بها من أجل فتح تحقيق لمعرفة درجة مسؤولية كل طرف من الأطراف المتدخلة في عملية تنظيم الحج، واتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير في حقه تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.