في سياق تزايد الجدل حول الشفافية وسبل إدارة الممتلكات العمومية خاصة بعد التقرير الأخير للهيئة الوطنية للنزاهة ومحاربة الرشوة، كشفت جريدة الأخبار الورقية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2024 عن عملية كراء عمارة من قبل الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. هذه العمارة حسب ذات المصدر تعرف مشاكل قانونية ومالية، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول هذه الأخبار وما مدى قانونية إجراءات الكراء والاعتبارات المتعلقة بالسلامة القانونية للصفقة. وفي ظل هذه الوضعية فالقضية لم تعد مجرد قرار كراء، بل تعكس أبعادا أوسع تتعلق بكيفية إدارة الأموال العامة والممتلكات الحكومية، إذ يفترض أن تكون إدارة الموارد العمومية محكومة بمعايير قانونية واضحة، لكن إن صحت هذه المعطيات فالأمر يدفعنا للتساؤل حول مدى احترام الوزارة للمعايير والضوابط القانونية المعمول بها في هذا الإطار، ولاسيما أن الأمر يتعلق بوزارة موكول إليها اختصاص إصلاح الإدارة؟ وكذا المعايير القانونية التي استندت إليها عند اتخاذ قرار كراء هذه العمارة؟ وهل تم إجراء دراسة قانونية شاملة حول وضعية العمارة قبل الشروع في عملية الكراء؟