شهدت مدينة الفنيدق ليلة السبت 14 شتنبر 2024 محاولات هجرة سرية جماعية غير مسبوقة نحو سبتة، هذه الظاهرة التي أصبحت تعرف وتيرة متزايدة، شملت عدداً كبيراً من الشباب، معظمهم من القاصرين الذين يسعون إلى الهروب من واقع اقتصادي واجتماعي صعب، تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الأخير قدّم أرقاماً مقلقة تشير إلى وجود حوالي 4.3 ملايين من الشباب في المغرب خارج سوق العمل، وليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين، مما يضعهم أمام مخاطر الانحراف أو الهجرة غير الشرعية. بعيدا عن شعارات الحكومة الاجتماعية، إن هذه الظاهرة تعكس التهميش الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه الشباب، خاصة في ظل غياب فرص التكوين المهني الجيد، وضعف إمكانياتهم للولوج إلى سوق الشغل بالإضافة إلى افتقارهم إلى المهارات الضرورية لذلك، كما أن غياب العدالة المجالية يزيد من تفاقم هذا الوضع، حيث تعاني العديد من المناطق المغربية، خصوصًا المناطق القروية والمهمشة، من نقص في البنية التحتية والفرص الاقتصادية. لذا فإنني أسائلكم السيد الوزير المحترم، -ما هي الإجراءات الفعّالة التي يمكن اتخاذها لدمج الشباب في سوق العمل ومنحهم فرصًا حقيقية للتكوين والتأهيل؟ -كيف يمكن تعزيز التواصل مع الشباب وإشراكهم في عملية التنمية بدل تركهم فريسة لحملات الدعوة للهجرة؟ -ما هي السياسات الفورية التي ستتخذها الحكومة لتحسين العدالة المجالية وتوفير فرص متكافئة للشباب في المناطق المهمشة؟ -هل هناك رؤية واضحة لتطوير سياسات عمومية تضمن احتواء هذه الظاهرة الخطيرة بجميع مسبباتها؟