Skip to main content

كلمة السيد رئيس مجلس النواب بمناسبة إعطاء الانطلاقة للنسخة الجديدة للبوابة الإلكترونية للمجلس

07/01/2020

ترأس السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب يوم الثلاثاء 07 يناير 2020 بمقر المجلس لقاء خصص لإعطاء الانطلاقة للنسخة الجديدة للبوابة الإلكترونية لمجلس النواب واستعراض أبرز ملامح الاستراتيجية التواصلية للمجلس، وذلك بحضور السيدات والسادة أعضاء مكتب مجلس النواب وممثلي وسائل الإعلام.  وبالمناسبة ألقى السيد رئيس مجلس النواب الكلمة التالية:

"بسم الله الرحمان الرحيم،

سنة ميلادية سعيدة بالعطاء خدمة لهذه المهنة النبيلة.

في البداية أشكركم على حضوركم، كما أشكر كل نساء ورجال الإعلام والصحافة الذين يواكبون خطوات ومحطات عملنا داخل مجلس النواب، بحرص ووعي ومسؤولية مِهَنية.

ويندرج هذا اللقاء في إِطار التقاليد التَّواصُلية التي قُمْنا بِسَنِّها، وذلك حرصاً منا جميعا على مستوى المكتب ورؤساء الفرق والمجموعة النيابية على مَدِّ الجسور والانفتاح والشفافية في الإِخبار والإِحاطة: الندوات الصُّحُفِية، البلاغات والبيانات والتصريحات المنْتَظِمَة، المنشورات والإِصدارات الخاصة بالتوثيق والتعريف، البرلمان الالكتروني، شبكات التواصل الاجتماعي، تكوينات لفائدة الصحفيين المعتمدين في العمل البرلماني...

ولقاءنا اليوم لقاءٌ إِخباري يهم بالأَساس بوابة المجلس التي تندرج ضمن الاستراتيجية التواصلية لمجلس النواب، والتي جعلنا منها محورا مركزيا من محاور خطة العمل الاستراتيجي للولاية التشريعية الحالية. إذ نحن حريصون على أن ينطلق نشاطنا الإعلامي والتواصلي من رؤية شاملة تهدف إلى تفعيل الصلاحيات الدستورية لمجلس النواب، مع تعزيز الثقة في المؤسسة التشريعية باعتبارها تعبيرا عن إرادة المواطنات والمواطنين وحضورا مؤسسا للقرب.

وهي رؤية شاملة متعددة الأبعاد تهم مجالات مختلفة ومتكاملة، تجسيدا لبرلمان القرب، من بينها: القناة البرلمانية التي توجد قيد الإنجاز حيث تمت المصادقة على مقترح بمبادرة تشريعية من النائبات والنواب وهي الآن مبرمجمة على مستوى الأجندة التشريعية لمجلس المستشارين. والبعد الثاني لهذه الاستراتيجية يتعلق بالمكتبة التي تزخر برصيد هام يضم ما يزيد عن 20 ألف كتاب بالإضافة إلى الجرائد والمجلات الأكاديمية. والمتحف الذي سيصبح جزء من “الأبواب المفتوحة"  التي سننظمها مرة أو مرتين في السنة، والانفتاح على المواطنات والمواطنين وخاصة فئة الشباب، وغيرها من المبادرات، ونحن نسعى لأن يصبح الفضاء البرلماني منفتحا على كل فئات المجتمع.

وأود أن أؤكد على بعض الخلاصات التي أعتبرها أساسية في عملنا:

1-إنَّ العمل التواصلي والإعلامي لم يعُد، وربما لم يكن أبداً، عملاً تقنياً، وإنما هو آلية من آليات التحديث المؤسساتي لهياكل الدولة وبنيات المجتمع. وبالتالي فإنَّه عملٌ جوهريٌ في عملنا النيابي الوطني.

2-التواصل، بالنسبة إليَّ شخصياً، وبالنسبة إلينا على العموم في مجلس النواب، تعبيرٌ عن إرادتنا في إشراك المجتمع المدني، وإشراك الفاعلين في الحقل الإعلامي، واستطرادا إشراك مواطنينا ومواطناتنا في  الفعالية التشريعية والرقابية الوطنية، لأنَّها فعالية لا تهمُّ البرلمانيين وحدهم، وإنما هي فعالية مجتمعية بامتياز.

3- تجسيدا لكل ذلك حرَصْنَا في المنظام الجديد l’Organigramme على الارتقاء بقسم الاتصال إلى مستوى مديرية مركزية مكلفة بالتواصل والأنظمة المعلوماتية، للمزيد من توسيع فعالياتنا التواصلية وتقوية حضورنا في فضاء النقاش العمومي، مع توفير مزيد من إمكانيات التداول والإقناع لخطاب مؤسستنا التشريعية الوطنية.

4- الخلاصة الرئيسة هي أن الأمر لا يتعلق - كما قلت من قبل – بعملٍ استعراضي أو تقني بل برؤية تتطلَّعُ نحو مزيدٍ من التنمية السياسية، وتعميق البناء الديموقراطي، والانخراط في آفاقِ المستقبل، وذلك انسجاماً وتمثُّلاً لإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله في تحديث ودمقرطة الدولة والمجتمع، ومواصلةِ الجهود لتبقى التجربة البرلمانية المغربية – كما عبَّر عن ذلك جلالة الملك – تجربةً نموذجية في المنطقةِ".