مولاي صاحب الجلالة
يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، أصالة عن نفسه و نيابة عن كافة اعضاء مجلس النواب،الذين تغمرهم اصدق مشاعر السعادة والاعتزاز بالمثول بين يدي جلالتكم، لتقديم ما يجب في حق المقام العالي بالله من فروض الطاعة والولاء، مؤكدين لجلالتكم تجندهم الدائم، لخدمة المصالح العليا للوطن ، معتمدين في ذلك على ما أرسيتموه، يا مولاي ، من أسس للديمقراطية و دعائم للملكية الدستورية، التي أهلت البلاد لبناء مجتمع مغربي ديمقراطي وحداثي.
مولاي صاحب الجلالة،
إن جسامة المسؤوليات التي ألقاها شعبكم الوفي على عاتق ممثليه بمجلس النواب، تجعلنا حريصين على تطوير الممارسة الديمقراطية التي تخوضها بلادنا والتي تقتضي النهوض بالعمل النيابي وصيانته وتطويره . ولعل خير دليل على ذلك، انخراط جميع النواب، منذ افتتاح جلالتكم للدورة الأولى لهذه الولاية، في العمل النيابي المسؤول ، تمخض عنه نقاش جاد و مثمر، أعطى للمجلس دينامية جديدة، اضفت عليه صبغة المؤسسة الدستورية المسؤولة ،و المسايرة لمهامها في التشريع والمراقبة ، إلى جانب ما يستوجبه دورها الدبلوماسي من حضور ومشاركة فعالة في المحافل الدولية،هدفها الأسمى تطوير الإشعاع الدولي للمغرب ،والدفاع عن المصالح والقضايا المشروعة والعادلة لبلادنا .
إن غايتنا العظمى يا مولاي، ونحن نفخر بما تولونه من عطف و رضوان على مؤسستنا، لتتجلى في بلوغ ما تبتغيه جلالتكم، من برلمان فاعل و متناسق ،تتكامل فيه الأدوار بين المجلسين في اتجاه العقلنة والترشيد، مستلهمين في ذلك توجيهاتكم السديدة، لإعادة الاعتبار لنبل مقاصد العمل السياسي والبرلماني، كوسيلة لخدمة المواطنين والوعي بانشغالاتهم، ولتشجيعهم على التعبئة الدائمة، حفاظا على المكتسبات الهامة التي حققتها بلادنا في الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وما تنعم فيه من أمن واستقرار.
أبقاكم الله يا مولاي ذخرا و ملاذا للأمة و الوطن، وسدد على طريق الخير خطاكم، و الله تعالى نسأل أن يحفظ جلالتكم في ولي العهد الأمير الجليل المولى الحسن و يقر عينكم بصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة و بسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب الدعاء.والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
الله ابارك في عمر سيدي