Skip to main content

مداخلة رئيس الفريق الاشتراكي الأستاذ شقران أمام في الجلسة التضامنية مع الشعب الفلسطيني الشقيق

الجلسة العامة التي عقدها مجلس النواب يوم الإثنين 11 دجنبر 2017

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،

السيدات والسادة الوزراء،

السيدات والسادة النواب،

            يشرفني ان أتناول الكلمة بإسم الفريق الاشتراكي بالبرلمان ، بغرفتيه الاولى و الثانية ، في هذه الجلسة المخصصة  للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق ارتباطا بالتطورات الاخيرة المتعلقة بوضعية القدس الشريف.

         و لا يسعنا في البدء ، إلا أن نجدد التعبير الصريح و المبدئي عن تضامن الفريق الاشتراكي  مع الشعب الفلسطيني لحيازة حقوقه ، كاملة غير منقوصة ، لإقامة دولته الوطنية المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف .

         تضامن كان دائما في صلب نضالات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكل مكوناته ، إذ يسجل التاريخ محطات هامة و أساسية كان لحزبنا فيها حضور دائم ، و انخراط كلي ، نصرة للشعب الفلسطيني الشقيق في مساره النضالي من أجل دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف .

         لقد كانت القضية الفلسطينية ، و لا تزال كذلك ، قضية وطنية مغربية بامتياز ، ملكا و حكومة وشعبا ... دائمة الحضور  رسميا و شعبيا ..... و اليوم ، و نحن نتناول الكلمة باسم الفريق الاشتراكي، فإننا و لا شك ، إنما نعكس ، بمعية باقي الفرق ، ما يختلج أفئدة كل المغاربة و محبي السلام عبر العالم  ، بخصوص قضية مصيرية لا يمكن القبول إلا بحل عادل لها ، يجسد إرادة الشعب الفلسطيني الشقيق ، في إطار الشرعية و القوانين الدولية .

         إن مدينة القدس ، و كما جاء في الرسالة الموجهة من قبل جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، بخصوصيتها الدينية الفريدة ، و هويتها التاريخية العريقة ، ورمزيتها السياسية الوازنة ، يجب أن تبقى أرضا للتعايش ، و علما للتسامح بين الجميع .

القدس مدينة سلام ، و قرار الرئيس الامريكي بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ،هو تجسيد حي لاستمرار الولايات المتحدة في سياستها المساندة للإحتلال الإسرائيلي والداعمة للعدوان على حقوق الشعب الفلسطيني ، بمساعدة إسرائيل على كل المستويات العسكرية والديبلوماسية والسياسية ، يعتبر تحديا لكل الشعوب الداعمة للسلم و السلام عبر العالم ، وتماديا في إشعال نيران الفتنة والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط والزج بها في كل أشكال الصراعات الدامية.

         إن الأمر  ، و على عكس ما تتوهم إسرائيل و من يدور في فلكها ، لا يمكن مطلقا أن يختزل في سياسة الامر الواقع ، لأن القضية الفلسطينية ، بتواتر المحطات المرتبطة بها ، تظل هاجسا متوارثا من جيل إلى جيل ، بنفس القوة ، و الصمود ، و الإيمان المبدئي بأن الكلمة الاخيرة لا يمكن إلا ان تكون كلمة تجسيد لإرادة الاحرار و المدافعين عن الحق الفلسطيني عبر العالم .

 

السيد الرئيس المحترم

السيدات و السادة المحترمين

         إن القضية الفلسطينية العادلة كانت دائما ، و لا تزال ، في صلب حياة حزبنا ، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و نضالاته من أجل التحرير و الديمقراطية ، و تسجل عدد من المحافل الدولية ، منذ عقود من الزمن ، المواقف المبدئية و الثابتة في دعم الاشقاء الفلسطينيين و نضالهم من أجل فلسطين الحرة بعاصمتها القدس الشريف .

         كان على عاتق الحزب ، قيادة و قواعد ، واجب الدفاع عن القضية الفلسطينية كقضية وطنية ، من الشهيد المهدي بنبركة بتحركاته و مواقفه السياسية لفضح الصهيونية و استراتيجيتها التوسعية خاصة بدول العالم الثالث، إلى الشهيد عمر بنجلون بناضلاته نصرة للقضية و كتاباته المواكبة لنضالات الشعب الفلسطيني فكرا و تنظيرا  ... مرورا بمؤتمرات الحزب و أنشطته عبر ربوع الوطن ، و صحافته التي ظلت تخصص حيزا هامة للقضية الفلسطينية كعنوان لإلتزام دائم و مستمر ، و قطاعات الحزب الموازية التي لم تخلوا برامجها مطلقا من الارتباط الروحي والمبدئي بنضالات الشعب الفلسطيني ، كما هو الشأن بالنسبة للشبيبة الاتحادية التي قدمت للقضية وردة من شبابها المناضل : الشهيد محمد كرينة

و دون أن ننسى ، و التاريخ يسجل ذلك بمداد الوفاء للقضية ، أن الاتحاد الاشتراكي كان سباقا بمعية أحزاب وطنية تاريخية ، إلى تأسيس أول إطار مغربي داعم لنضالات الشعب الفلسطيني ، متمثلا في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني .

 

السيد الرئيس المحترم

         إن القضية الفلسطينية ، كقضية وطنية ، تسائل و لا شك واقع عالمنا العربي ، الذي يجب ان تتوحد جهوده ، نحو بناء جماعي  ، تتحقق معه النهضة العربية في شتى المجالات ، بالشكل الذي يساهم بشكل إيجابي في خدمة المنطقة و شعوبها ، بعيدا عن عدد من الحسابات السياسية الضيقة ، التي نسجل بإعتزاز ، كيف تعمل بلادنا على واجهات متعددة من أجل تجاوزها بحكمة وبعد نظر.

         و لا يسعنا في ختام هذه الكلمة المقتضبة ، إلا ان نجدد كفريق اشتراكي بالبرلمان ، إلتزامنا الدائم و المبدئي ، و إنخراطنا المستمر ، في دعم القضية الفلسطينية العادلة ، مؤمنين ، تمام الايمان ، بأن معركة التحرير مستمرة ، و انه مهما طال الزمن أو قصر ، لا يمكن مطلقا ، القبول بوضع ، لا يستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق و نضالاته من أجل دولة حرة مستقلة .... دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشريف .

والسلام عليكم ورحمة الله