Skip to main content

يتيم: المغرب بات مضرب المثل في النضج والتعقل السياسي

أكد محمد يتيم عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن مناقشة مشروع القانون المالي برسم سنة 2016، تأتي في سياق سياسي يتكرس فيه في المغرب مسار إصلاحي هادئ، ومتعقل يجمع بطريقة خلاقة بين مطلبي الإصلاح والاستقرار لدرجة أنه بات مضرب المثل في النضج والتعقل السياسي، في وقت تعرف فيه عدد من دول المنطقة اضطرابات وانتكاسات تكاد تعصف باستقرارها بل ربما بوجودها، بعد أن كانت سباقة إلى حراكات شعبية عارمة أدت إلى خلخلة عدد من الأوضاع السياسية السابقة، "لكنها سرعان ما انتكست كي تكون ضحية بتناقضاتها الداخلية أو لعدة قوى استبدادية وتحكمية قديمة في أشكال وصيغ جديدة" على حد تعبيره. 

 

وأوضح يتيم في مداخلة ألقاها باسم الفريق في الجلسة العمومية التي خصصها مجلس النواب صباح الخميس 12 نونبر للمناقشة العامة لمشروع قانون المالية، أن هذا النضج  حال دون سقوط البلاد في الاستهواء الذي مارسته بعض النكسات التي تعرضت لها بعض تجارب الانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية، وخروجها سالمة من بعض المطبات التي تعرضت له التجربة الحكومية المتولدة عن انتخابات 25 نونبر 2011 على عكس ما كان يتمناه ويشتهيه البعض.

 

واعتبر يتيم أن هذه المناقشة تأتي كذلك في وقت تتزايد فيه التحديات في مجال تعزيز تأكيد السيادة الوطنية للمغرب على أقاليمه الجنوبية واستمرار خصوم وحدته الترابية في معاكسته في سيادته على تلك الأقاليم، وفي وقت تفرغ الجزائر لتلك المعاكسة بجميع إمكاناتها المالية والبشرية وأجهزتها الأمنية والديبلوماسية، واستغلال بعض الحساسية الحقوقية لبعض دول الشمال التي يقودها جهلها بالحقائق التاريخية والقانونية ومعطيات القانون الدولي للسقوط في شراك الدعاية الانفصالية، مما أدى حسب يتيم إلى إنتاج مواقف سياسية ركبت عليها بعض مجموعات الضغط من أجل الشروع في المساس بمصالحنا الوطنية، مشيرا إلى أن القضية الوطنية أصبحت في حاجة إلى مقاربات جديدة في المجال الدبلوماسي قائمة على الحضور اليومي الفاعل رسميا ومدنيا وديبلوماسية حزبية وبرلمانية ومدنية، بمقاربة  تقوم على التواصل اليوم والتعريف بحقيقة الملف وتطوراته وفضح الدعاية التي يقوم بها الخصوم عوض الاكتفاء بديبلوماسية إطفاء الحرائق.