السيد الوزير المحترم؛ انتشر مؤخرا بشكل سريع ومُهول الإدمان على مخدر "البوفا"، خصوصا في الأحياء الشعبية والفقيرة ووسط الشباب واليافعين. وتكمن خطورة هذا المخدر في سرعة الإدمان وأعراضه الفتاكة على الصحة العقلية والنفسية والجسدية للمدمنين. وهو ما يخلف مآسي اجتماعية عميقة، بفتكه بالمسار الاجتماعي للعديد من الشباب والأسر. فقد غدت العديد من العائلات تعيش يوميا في التوجس والرعب من التصرفات والسلوكات غير الواعية التي يمكن أن تصدر من أبنائها وبناتها المدمنين (ات) الذين وقعوا في فح تذوق "البوفا"، قبل اكتشافهم الإدمان عليها وصعوبة الانسلاخ والانفكاك من مخالبها. وإذا كانت الوزارة بمعية شركائها تقوم بمجهودات جبارة في إنشاء وتجهيز مراكز مكافحة الإدمان على المخدرات وتوفير الرعاية للمدمنين، فإن الملاحظ هو أن حملات الوقاية من تعاطي مخدر "البوفا" والتحسيس بخطورته تعرف شُحا كبيرا، علما أن الوقاية خير من العلاج، باعتبارها من بين الآليات الناجعة والفعالة وغير المُكلفة لتفادي السقوط في كمين "البوفا" والحد بالتالي من مخاطره وتداعياته. انطلاقا من هذه الوضعية الصحية والاجتماعية غير السليمة، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستقومون بها لمكافحة الإدمان على المخدرات عامة ومخدر البوفا خاصة؟ كما نسائلكم عن الإجراءات التي ستقررونها لتتبع ومعالجة المُدمنين على هذا المخدر، قصد إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق التقدير والاحترام.