تراهن وزارتكم على الصناعة الثقافية عبر إطلاق مبادرات نوعية تروم رد الاعتبار للسينما المغربية، إنتاجا ورموزا، وذلك من خلال إنشاء قاعات سينمائية مخصصة للأفلام المغربية، وجعل المضمون الثقافي التراثي المغربي معيارا للدعم السينمائي. وفي هذا السياق، فإن أغلبية المدن المغربية تتوفر على قاعات سينمائية مغلقة ومهجورة، وهي بهندستها جزء لا يتجزأ من مورفولوجية مدننا، وبحضورها التاريخي تحمل نوستالجيا أجيال وذكريات لا زالت عالقة في أذهانهم؛ لكن واقعها اليوم يطرح العديد من علامات الاستفهام، إذ توقفت عملية استغلالها، بل إن بعضها تحول إلى مرتع للمتشردين، الأمر الذي يمس بجمالية مدننا وبتاريخها العمراني. ولعل الأمثلة في هذا الباب كثيرة السيد الوزير، وأذكر هنا مثال سينما "سلام" بالحي الصناعي بمدينة أكادير، والتي كانت قبلة للشباب في السبعينات والثمانينات، لكنها تعيش اليوم للأسف الشديد وضعا كارثيا، وهي على بعد أمتار قليلة من المنطقة السياحية، ووضعيتها تقلق كل غيور على المدينة وجماليتها، لا سيما وأن الساكنة المجاورة لها تشتكي من اتخاذها مرتعا لكل أنواع السلوكيات المجرمة. وعليه؛ نسائلكم عن الإجراءات التي تعتزمون اتخاذها من أجل النهوض بأوضاع القاعات السينمائية ببلادنا، بصفة عامة، ومعالجة وضعية سينما السلام بمدينة أكادير بصفة خاصة، على اعتبار أنها تختزن جزءا كبيرا من تاريخ وذاكرة هذه المدينة ومسارها الثقافي والفني؟