السيد الوزير؛ تحية تقدير واحترام؛ كما تعلمون، تمثل "قصبة بولعوان" تراثا تاريخيا ومعماريا هامّا بإقليم الجديدة، وهي معلمة تاريخية أنشأها المولى إسماعيل سنة 1122هـ/ 1710م فوق ربوة صخرية على الضفة اليسرى لنهر أمّ الربيع، وتدخل ضمن سلسلة من 76 قصبة استراتيجية سلطانية كانت الغاية منها هي مراقبة الممرات والمسالك بين حاضرتي فاس ومراكش، وتم تصنيفها ضمن التراث الوطني بظهير 5 شعبان 1342هـ/ 11 مارس 1924م. وتكتسي هذه القصبة اليوم أهمية تاريخية، إلا أنها تتعرض اليوم، مع الأسف، لتهاو وخراب مستمر في بنياتها بسبب الإهمال والعوامل الطبيعية، وهي الحالة التي تعمقت بشكل كبير بفعل عدم صيانتها والعناية بها، وجعلها ذلك عرضة للاندثار التدريجي، ونتخوف أن تمحى نهائيا في المكان وفي الذاكرة. ونعتقد أن إنقاذ "قصبة بولعوان" التاريخية، تتطلب اليوم تدخلا عاجلا من قبل المؤسسات المختصة، لرد الاعتبار إليها، وتثمين رمزيتها التاريخية، واستثمارها في تنمية السياحة الثقافية في المنطقة، وهو تصور سيستفيد، من دون شك، من روعة المؤهلات الطبيعية التي يزخر بها مجال "أم الربيع"، ويمكن لهذا الموقع أن يحتضن لاحقا أنشطة من شأنها تعزيز جاذبية المنطقة ثقافيا وسياحيا وتجاريا، وتوفير فرص للشغل للشباب. وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات التي ستتخذونها من أجل ترميم وتثمين "قصبة بولعوان" بإقليم الجديدة وتأهيلها لتساهم في تنمية السياحة الثقافية في محيطها؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.