لقد أنعم الله تعالى على إقليم الحسمية ذي الطبيعة الجبلية، بغطاء غابوي متنوع، يشكل شجر الأرز عماده الأساس، كما هو الشأن بالنسبة لغابة الأرز التي تغطي مساحات مهمة من جبل تدغين أحد أعلى قمم جبال الريف الشامخ، وهو ما جعل من الحفاظ على الغابة وحمايتها وتثمينها ثقافة محلية متوارثة لدى ساكنة المنطقة، نظرا لأهمية الغابة في الحفاظ على استقرار التربة وحمايتها من التعرية والتآكل، فضلا عن دروها الحيوي في تحقيق التوازن الايكولوجي ودورها الاقتصادي والاجتماعي. بيد أن الحرائق المتتالية والاستغلال المفرط للغابة أضحى يشكل هاجسا وقلقا كبيرين لساكنة المنطقة كما هو الشأن بالنسبة لغابة أغندرو بقمم جبال تدغين التابعة ترابيا لجماعة عبد الغاية السواحل، حيث سجلت ساكنة المنطقة، خاصة دواوير بني عيسى وبني احمد عددا من التجاوزات التي ترافق تنفيذ مقاولة لصفقة للمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تحت عدد 11/2020 الخاصة بتثبيت السياج حول محيط غابة أغندرو، حيث يتم قطع أشجار الأرز بشكل مكثف وغير مبرر، وهو يهدد بتضرر الغطاء الغابوي للمنطقة ودوره الحيوي في حماية التربة من الانجراف، ويهدد في العمق ساكنة المنطقة خاصة ساكنة الدواوير القريبة ( بني عيسي، بني احمد...) مما دفعها من منطلق الحس الوطني لتنظيم وقفة إنذارية لوقف الاستغلال المشبوه للغابة وخاصة شجر الأرز الذي يعتبر ثروة وطنية. وإذا كانت جماعة عبد الغاية السواحل إقليم الحسيمة قد عانت لسنوات طويلة من تهميش تنموي كبير، حيث تفتقر الجماعة لعدد من المرافق الاجتماعية والإدارية والاقتصادية، فضلا عن تدهور البنية الطرقية الرابطة بين دواويرها، فإن تدمير الغابة يعد تهديدا خطيرا لساكنة المنطقة. وعليه فإننا نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات التي تعتزمون اتخاذها مستعجلا للوقوف على حقيقة ما يجري بغابة أغندرو بجبال تدغين، وترتيب ما يلزم لحماية هذه الثروة الوطنية، وكذا برنامج الوزارة لتأمين وحماية الغابة بإقليم الحسيمة وخاصة بقمم جبال تدغين.