Oral Questions

قد لا تخفى عليكم السيد رئيس الحكومة المحترم، الأدوار الفعالة التي تطلع بها الثقافة في عالم اليوم المعولم المتسم بطمس الهويات وتذويب الخصوصيات، كما قد لا تخفى عليكم الأهمية البالغة التي تكتسيها المسألة الثقافية في بلادنا، خصوصا ونحن نعيش تحت وطأة تداعيات كورونا وما عرفه هذا القطاع من ركود وتراجع. السيد رئيس الحكومة المحترم، لم يعد مسموحا النظر الى الثقافة بكل روافدها باعتبارها ترفا أو تأثيثا مناسباتيا لأوقات الفراغ، بل إنها كانت ولازالت إحدى الدعائم الأساسية لإبراز واستثمار الهوية المغربية الوطنية والشخصية الأساسية لهذا الوطن القائمة على التنوع والثراء. وإذا كانت الثقافة ارتقاء بالذوقين الفردي والجماعي وصقلا للفكر وتأمينا لانفتاحه وتنشئة على الاختلاف والتسامح، فإنها أصبحت اليوم رافدا أساسيا من روافد التنمية القادرة على الاسهام في الرفاه المجتمعي، تنمية قائمة على حماية وابراز وتثمين وحسن تسويق هذا التنوع الثري داخل الوطن وخارجه. كما نذكركم السيد رئيس الحكومة المحترم بأن الولوجية الى الثقافة بكل روافدها-في المفهوم الذي نعتمده نحن للدولة الاجتماعية- حق اساسي لكل المواطنين والمواطنات، وإذا كنا قد سجلنا بعض التظاهرات الثقافية والفنية التي تعرفها بلادنا، والتي تقوي في تقديرنا القدرة التنافسية لمدننا أمام حواضر العالم، فإننا نسجل ايضا غياب او ضعف سياسة ثقافية مجالية عادلة في هذا الاتجاه، سياسة تفتقد الى دمقرطة الفعل الثقافي في بلادنا. ارتباطا بهذه الاشكالات، وانطلاقا من قلقنا في الفريق الاشتراكي نسائلكم السيد رئيس الحكومة المحترم: - ما الذي تعتزمون القيام به لإرساء دعائم صناعة ثقافية حقيقية ومستدامة تساهم في بناء التنمية بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية، موظفين في ذلك كل التقاطعات والاتقائيات الممكنة بين الثقافة وباقي القطاعات كالتعليم و السياحة والخارجية وغيرها؟ - وما هي استراتيجيتكم في مجال حماية الحق في الفن والابداع وتامين الحياة الكريمة للعاملين والعاملات في القطاع؟ - وهل لديكم السيد رئيس الحكومة المحترم، سياسة ثقافية واضحة المعالم تروم دمقرطة الفعل والمبادرة الثقافيين انطلاقا وتحقيقا لمبدا العدالة المجالية في هذا السياق؟