Written Questions

السيد الوزير المحترم، على غرار العديد من المرات السابقة، يعطي الكيان الصهيوني-الاسرائيلي دليلا إضافيا على طبيعته الاجرامُ-عنصرية من خلال انتزاع الحقوق التاريخية من أصحابها في القدس الشريف قهرا، في حي الشيخ جراح بالذات هذه المرة، وبتنظيم عملية اقتحام جماهيري للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه من قبل مليشيات المستوطنين الغاصبين تحت الحماية الفعلية للمليشيات العسكرية التابعة للجيش الصهيوني الوحشي، وبالاعتداء على المصلين وقتلهم وجرحهم داخل المسجد الأقصى مسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي أيام رمضان بل وفي ليلة عيد الفطر المبارك. ولأنّ هذه الجرائم كلها لم تكن لتشفي غليل الكراهية والعنصرية التي تملأ قلوب الصهاينة حيال كل ما هو عربي أو إسلامي، فإنهم لجأوا مرة أخرى إلى استهداف أهالينا العزل المحاصرين في قطاع غزة منذ أربعة عشرة سنة، تقتيلا وتنكيلا وتعذيبا وتدميرا شاملا للبنى التحتية والفوقية على حد سواء. هذه الجرائم حركت، السيد الوزير، ضمائر حرة كثيرة في ربوع العالم كله مطالبة باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لوقف غطرسة العدو الصهيوني المجرم لما يشكله من خطر ليس على الفلسطينيين والمنطقة العربية فحسب، بل وعلى الأمن والسلم العالميين من خلال الصورة الاستعمارية الاجرامية التي يعمل على ترسيخها كواقع شرعي، ستجد لا محالة أتباعا يتخذونها نموذجا يحتذى به في أقطار وفي جهات أخرى من العالم إذا لم يتم التعامل معها بحزم، وإذا لم يتم ترتيب العقوبات اللازمة جرائها في حق المجرمين الذين قاموا بها. في هذا الإطار، نسائلكم، السيد الوزير بصفتكم وزير خارجية المملكة المغربية، البلد الذي يرأس لجنة القدس في شخص عاهله جلالة الملك محمد السادس الذي يولي فائق عنايته للقضية الفلسطينية عموما والقدس الشريف والأقصى المبارك بالخصوص، عن الاجراءات التي تنوون اتخاذها دفاعا عن الحقوق المشروعة لفلسطين والفلسطينيين، ولصد الاعتداءات الاجرامية التي صارت بالأسف الشديد جزءا من حياتهم على مرأى ومسمع مما يسمى بالمنتظم الدولي إلاّ ما رحم الله، ولحماية الأمن والسلام العالميين من انتشار النموذج الاجرامي الخطير الذي يقدمه الصهاينة على أرض الواقع. كما نسائلكم، السيد الوزير، بصفة خاصة حول السرعة الفائقة التي تمضي بها وزارتكم الحالية من خلال مجموعة من المبادرات اتجاه الكيان الصهيوني الغاصب، واتصالاتها غير المفهومة والمرفوضة مع منظمة معروفة بدعمها اللامشروط لهذا الكيان العنصري، بعدما أعطى دليله الأخير على أنّه لا يرقب في أمتنا العربية والاسلامية إلاّ ولا ذمة وهو يقتل بالأسلحة الثقيلة الأطفال والمدنيين العزل.