السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، كما تعلمون، فقد أولى دستور المملكة اهتماما خاصا لمختلف التعبيرات الثقافية الوطنية باعتبارها من مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية-لإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. إلا أن المشاهد المغربي لا يلمس هذه الأهمية بشكل واضح على قنواتنا الإذاعية والتلفزية التابعة لقطب الإعلام العمومي، خاصة في شهر رمضان، حيث ترتفع نسبة تتبع البرامج الإذاعية والتلفزية الوطنية، ونسجل مع الأسف تغييبا شبه كلي لإنتاجات تتصل بموروثنا الثقافي الوطني، من غناء وموسيقى ضمن هذه البرامج، ولا يتم استثمار ما تزخر به التعبيرات الثقافية الوطنية من موسيقى أندلسية عريقة وملحون راق، وفن أمازيغي أصيل وحساني صحراوي ممتع وغيرها... وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عما ستتخذونه من تدابير من أجل تعزيز مكانة الموروث الثقافي الوطني في البرامج الإذاعية والتلفزية خلال شهر رمضان، وفي مختلف المناسبات الوطنية المتعددة من أجل الحفاظ على التراث الموسيقي في بلادنا؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.