بتنا نتوصل، بصورة يومية، من ساكنة تطوان بكم هائل من الشكاوى حول الوضعية المزرية والخطيرة التي أمسى يعيش على وقعها مستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان، وهي شكاوى تلتمس منا التدخل العاجل، لدى سيادتكم باعتباركم أوصياء على القطاع الصحي ببلادنا، لانتشاله من الوضعية المتردية التي يشكو منها، إلى درجة أن المواطنين غدوا يطلقون على هذا المستشفى "مقبرة" سانية الر مل. وإذا كانت بلادنا، خلال الأيام الأخيرة، قد عرفت ارتفاعا كبيرا للمصابين بمرض كورونا، وتزايدا ملحوظا في الحالات الحرجة والوفيات؛ فإن إقليم تطوان أصبح من بين الأقاليم التي تصاعدت فيها وتيرة تزايد الحالات بشكل مثير (سواء في عدد المصابين أو الوفيات بما في ذلك الأطقم الطبية). وبموازاة ذلك، تم تسجيل تراجع كبير في ما يتعلق بالخدمات الطبية وكذا وسائل العمل، سواء كانت بشرية أو مادية مرتبطة بالأدوية والتجهيزات الضرورية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: أجهزة التنفس الاصطناعي، ندرة الأمصال. أضف إلى ذلك، الصعوبات التي تعترض المصابين بالفيروس أثناء توجههم إلى المؤسسات الاستشفائية، العمومية والخصوصية، لإجراء الكشوفات المخبرية الخاصة بكوفيد 19 ، حيث لا يتوصلون بنتائج هذه الكشوفات إلا بعد مضي أكثر من خمسة أيام، إضافة إلى عدم دقتها، إذ سرعان ما تتبين إصابة المرضى بالفيروس، حين إعادة هذه الكشوفات بالمختبرات الخاصة؛ الشيء الذي يمكن أن تترتب عنه عواقب جد وخيمة. ناهيك عن اشتغال هذا المستشفى بقسم واحد بجناح المستعجلات الجديد الذي شُيّد مؤخرا، فيما عطلت باقي الأقسام؛ وبالتالي فقد تم إرجاء وتأجيل كافة العمليات التي كانت تجرى بمستشفى سانية الرمل إلى أجل غير مسمى. ومن جهة أخرى، فإن عددا كبيرا من المواطنات والمواطنين الذين يتلقون العلاج بمنازلهم، بأمر من السلطات المختصة، توفوا وشيعت جنائزهم بطريقة عادية وكـأنهم غير مصابين بالوباء. تبعا لكل ذلك؛ نسائلكم عن التدابير والإجراءات الاستعجالية التي ستتخذونها بغاية تصحيح الوضع بهذا المستشفى الذي بات يزداد سوءا يوما بعد آخر؟