كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن شجرة واحدة من الكاليبتوس في الحزام الأخضر المتواجد بإقليم جرسيف، أحسن من عشرات الأشجار المماثلة لها في غرب المملكة، اعتبارا للمناخ السائد بهذه المنطقة ولما يتطلبه نموها من مصاريف ومدة زمنية لا يستهان بها. وحيث أن الحزام الأخضر بإقليم جرسيف هو المتنفس الوحيد لساكنة المدينة، إلا أنه للأسف، بدأ التطاول عليه بعشوائية، وتحت غطاء الاستثمار. وحيث أنه يتفهم المرء إنجاز بعض المشاريع في إطار المنفعة العامة، لكن أن يسمح للخواص بتدمير هذه الثروة الغابوية بدعوى الاستثمار فهو أمر غير مقبول، اعتبارا لما تكتسيه هذه الأشجار من مكانة تجعلها أولى الأولويات في الاستثمار. وحيث أن الاستثمار يتطلب أولا الحفاظ على الغابة، وأن تدميرها مهما كانت أسبابه، يعتبر جريمة شنعاء في حق الإنسانية. وحيث أن طريقة التعامل مع الحزام الأخضر على مستوى إقليم جرسيف لا تبشر بالخير، إذ تتوزع بين الزبونية والمحسوبية من جهة، والعشوائية والاعتباطية من جهة ثانية، وفي هذا الصدد أتوقف عند اقتلاع مئات أشجار الكاليبتوس خلال الأسبوع المنصرم بالمدخل الغربي لمدينة جرسيف (غرب مقر العمالة بحوالي 3 كلم، جنوب الطريق الوطنية) على مساحة تقارب الهكتارين، بدعوى إنجاز مشروع استثماري تابع لأحد الخواص، دون أن يتوفر صاحبه على رخصة البناء، ولا على رخصة اقتلاع الأشجار الغابوية. وحيث أن الأمر يتعلق بمشروع في إطار القطاع الخاص، ولا يكتسي صبغة المنفعة العامة. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم عما يلي: - ما هي الإجراءات التي ستتخذها وزارتكم من أجل حماية الحق في بيئة سليمة وفضاء أخضر بإقليم جرسيف؟ - وما هي الإجراءات التي ستتخذها وزارتكم من أجل تقويم الأضرار البيئية الناجمة عن هذا الفعل الشنيع؟ - وما هي الآجال الزمنية المطلوبة لذلك؟