السيد رئيس الحكومة؛ تحية تقدير واحترام، وبعد، سبق لي بتاريخ 15 أبريل الماضي أن وجهت رسالة إلى السيد وزير الشغل والإدماج المهني حول مدى توفير شروط الوقاية من كوفيد 19 في الوحدات الإنتاجية، وهو ما تلته مجموعة من التدابير التي تم اتخاذها على مستوى الوحدات الصناعية، وننوه به. وفي الوقت الذي كانت فيه بلادنا تحقق نتائج جيدة في تصديها لهذه الجائحة، نفاجأ بتفجر بؤرة وبائية كبيرة في وحدة إنتاجية فلاحية للفراولة بدائرة لالة ميمونة في إقليم القنيطرة، أدت، حسب المصادر الصحية، إلى ارتفاع عدد الحالات المؤكدة بها إلى مئات من الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورنا، وهو رقم مهول وغير مسبوق منذ ظهور هذا الوباء في بلادنا في الثاني من مارس الماضي. ونتخوف أن تتحول هذه البؤرة إلى كارثة إنسانية التي تتزامن مع انتظارات المواطنات والمواطنين لتدابير تخفيف الحجر الصحي، إلا أن الأخبار غير السارة التي تصلنا عن بؤرة لالة ميمونة التي تعود ملكيتها لأحد الأجانب، من شأنها بعثرة كل الحسابات، لاسيما في ظل الامتداد الجغرافي لمخالطي العاملات والعمال الذين يشتغلون فيها، ما يبقي الحصيلة مرشحة للارتفاع. ونعتقد أن أسباب هذه البؤرة تعود لعدم اتخاذ المشغلين ما يكفي من التدابير الاحترازية الواجبة لحماية العاملات والعمال وحماية مخالطيهم من الإصابة بعدوى كوفيد 19، وهو ما سبق لنا أن نبهنا إليه الحكومة في مناسبات سابقة، ويقتضي اليوم اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة لجعل أرباب الوحدات الإنتاجية يوفرون شروط السلامة الصحية للعاملات والعاملين لديهم، ويتقيدون بها، وتحميلهم المسؤولية المدنية عن أي خلل قد تترتب عنه إصابتهم بالوباء. وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة، عن التدابير التي ستتخذونها من أجل تقيد أرباب العمل في الوحدات الإنتاجية بشروط الصحة والسلامة لفائدة العاملات والعاملين لديهم، وتحميلهم المسؤولية المدنية عن أي خلل قد تترتب عنه إصابتهم بالوباء؟ وفي انتظار تفاعلكم الايجابي، تفضلوا بقبول فائق عبارات الاحترام والتقدير.