في الوقت الذي كانت فيه مدارس تعليم السياقة تنتظر تدخل الحكومة لدعمها، بسبب الخسائر التي تكبدتها جراء التوقف عن العمل خلال فترة الحجر الصحي، تفاجأت هذه المدارس التي تشغل عددا كبيرا من السائقين المكونين والأعوان الذين أصبحوا في عطالة ، بصدور ميثاق عن الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالرباط، وهو ميثاق تم إعداده دون إشراك ممثلي مدارس السياقة على المستوى الجهوي، ويتعلق بتعليم السياقة بعد رفع الحجر الصحي. ومن بين ما تضمنته مقدمة هذا الميثاق "أنه جاء في إطار مقاربة تشاركية مع مهنيي قطاع تعليم السياقة"، والحال أن هذا الأمر غير صحيح، لأن المعنيين يؤكدون كونهم توصلوا بالعديد من البيانات التي ترفض هذا الميثاق، وهناك شكايات أخرى ترفض رفضا قاطعا هذا الميثاق، ويستدلون على ذلك بمنح مدة 48 ساعة لتوقيعه، ولم يتم توقيعه لأنه تم رفضه من طرف كل ممثلي مدارس تعليم السياقة على المستوى الوطني، خصوصا وأن هذا الميثاق سيحدد قواعد عمل مضبوطة سيتم اتخاذها بشكل استثنائي لتجنب خطر تفشي الوباء. كما أن هذا الميثاق تضمن العديد من المقتضيات تم رفضها من قبل مهنيي القطاع من قبيل الحواجز الصحية التي تريد الوكالة فرضها داخل سيارات سياقة التعليم، وهي الحواجز التي تبدو من الناحية العملية مستحيلة التطبيق، أما وإن تم فرضها فإنها ستسبب في تفاقم حوادث السير. وبالإضافة إلى هذه المقتضيات هناك مقتضيات أخرى لم يتم التوافق بشأنها مع مهنيي القطاع، وقد صدر في هذا الشأن العديد من بيانات الرفض لهذا الميثاق، نذكر منها البيان الصادر عن أرباب ومهنيي مؤسسات تعليم السياقة بمدينة تطوان بتاريخ 4 يونيو 2020 والبيان الصادر عن جمعية اليقين لأرباب ومديري ومسيري مؤسسات تعليم السياقة وقانون السير بالخميسات، والبيان الصادر عن التكتل الوطني لمهنيي تعليم السياقة والسلامة الطرقية بالدار البيضاء بتاريخ 5 يونيو 2020 ، والبيان الصادر عن جمعية مدارس تعليم السياقة والمهتمين بالسلامة الطرقية بالعيون الصادر بتاريخ 5 يونيو 2020، وهناك بيانات الرفض الأخرى لا يسع المجال لذكرها. وأمام هذا الرفض الذي أعربت عنه جل الهيآت الجهوية والإقليمية؛ نسائلكم عن الإجراءات التي تنون القيام بها لإنصاف هذه الفئة، وكذا التدابير الاستعجالية التي ستتخذونها لأجل إشراك كل المهنيين عبر ممثليهم بالجهات والأقاليم لإخراج ميثاق متوافق عليه؟