السيد الوزير المحترم، يعاني الأطباء المتخرجون من غياب التقدير للمجهود الذين يقومون به، يقدمون على ذلك مقارنة بسيطة بين مقاربة الدولة للجانب الصحي والجانب الأمني: فمثلا، المدخول الشهري لطبيب عام تخرج من كلية الطب (بكالوريا +8 سنوات) لا يتجاوز 8400 ردهم. ويتساءلون: كيف يعقل أن نتحدث عن تحقيق الأمن الصحي، في حين نجد طبيبا يتقاضى تقريبا نصف أو أقل من نصف ما يتقاضاه أطر أخرى، مع العلم أن الدراسة في الطب سنواتها طويلة؟ ونتيجة لغياب هذا التقدير، نجد أن الأطباء لم يعودوا يتوجهون إلى القطاع العام في الطب في المغرب، نظرا للأجر الضعيف الذي يؤدى لهم به( في سنة 2019، لم يلتحق سوى 51 طبيبا فقط في حين فتحت وزارة الصحة مباراة للأطباء لنحو 500 منصب)؛ وغادروا المغرب في اتجاه فرنسا بحيث أصبح يقدر عددهم بحوالي 8000 طبيب. وفي هذا الإطار نسائلكم السيد الوزير المحترم: - ما هي الأسباب التي حالت دون تحقيق التقدير للأطباء المتخرجون الذي يدرسون أكثر من غيرهم و يتقاضون أجرا أقل من أطر القطاع العام التي يدرسون أقل منهم ؟ - ألا تعتبر فترة انتشار جائحة كورونا مناسبة لإعادة التقدير للمجهود الذي يقوم به الأطباء المتخرجون من أجل جلبهم إلى القطاع العام و الحيلولة دون هجرتهم إلى الخارج خاصة وأن تحقيق الأمن الصحي أصبح يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى؟