Written Questions

دأبت قنوات القطب العمومي على تخصيص شبكة برامج خلال شهر رمضان الفضيل، مما يشكل فرصة لاطلاع الجمهور المغربي على جديد الإنتاجات التلفزية، خصوصا تلك التي تبث خلال وقت الـذروة، ولا سيما عند اجتماع الـمغاربة على مائدة الإفطار. غير أن انتقاد جودة هذه الأعمال يتكرر دائما خلال شهر رمضان الكريـم، بسبب سخط الجمهور وعدم رضاه على ما يقدّم إليه من إنتاجات. ومن بين البرامج التي مازالت تجرّ خلفها الكثير من الانتقادات للموسـم الثاني على التوالي، هو الإصرار على بث سلسلة تلفزية في القناة الأولى، تجسّد فيها طفلة دور "البطولة" بحيث تظهر في مشاهد وحوارات مليئة بالمضامين السلبية وتمرر خطابا لا يصلح للجمهور الناشئ. إن السلسلة المشار إليها أعلاه تتعارض مع دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولا سيما المادة الأولى منه، التي تنص على أن الخدمة العمومية تهدف إلى: "- تعزيز روابط الأسرة وتقوية تماسكها واستقرارها والنهوض بحقوق المرأة وكرامتها وتحسين صورتها وحماية حقوق الطفل والجمهور الناشئ وتلبية حاجياته"، وأيضا "-عدم التحريض على نهج سلوكات تلحق ضررا بالصحة أو بسلامة الأشخاص والممتلكات أو بالبيئة أو تعرض السلامة الذهنية أو الجسمانية أو الأخلاقية أو النفسية للناشئين للخطر، أو تمس بحرمة الحياة الخاصة وبالكرامة الإنسانية وبالأخلاق العامة". ومن هذا المنطلق، فإن السلسة المذكورة تشكل في المقام الأول امتهانـا لطفولـة "البطلة"، التي أريـدَ لها تجسيد دورٍ لا ينسجم وحداثة سنها، الأمر الذي سينعكس، بدون شك، على توازنها النفسي؛ ثـم إنها تتعارض مع المصلحة الفضلى للطفل، من باب أنه يمثل جمهورا ناشئا، ومن حقه مشاهدة برامج تنسجم وعالـم الطفولـة الذي ينتمي إليه بقوة السن، فضلا عن أن المضامين والرسائل التي تحملها السلسلة الـمبثوثة، تعتبر دخيلة على القيـم المتأصلة للمغاربة، القائمة على احترام الكبير وإجلالـه، والترحيب بالضيف وإكـرامه، والحرص على الانضباط واتباع السلوك الحسن والتخلق بالأخلاق الطيبة. لذا، نسائلكـم عن الإجراءات العاجلة التي تعتزمون القيام بها حمايةً للأطفال والجمهور الناشئ من المضامين السلبية لهذا النوع من البرامج، ثـم عن الخطوات المرتبطة بحث الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على احترام بنود دفتر التحملات؟